روّى ثرى حلب فعادت روضة |
|
أنفا وكانت قبله تشكو الظما |
أحيا موات ترابها فكأنه |
|
عيسى بإذن الله أحيا الأعظما |
لا غرو إن أجرى القناة جداولا |
|
فلطالما بقناته أجرى الدما |
ذكر القساطل التي بنيت في حلب على إثر ذلك
قال ابن شداد : لما اتصلت القناة بالبلد أمر ببناء القساطل ، فأول قسطل بني القسطل الذي بباب الأربعين تحت الرباط الذي بناه شهاب الدين طغريل الأتابك من رأس خندق الروم ، وصورته حوض طوله عشرون ذراعا ورأساه المشرق والمغرب قبتان ، وفيه أنبوبان مقدار الإصبع ، ثم ساق هذه القناة إلى باب النصر وعمل حوضا كبيرا قريبا من عشرين شبرا بثلاثة أنابيب ومن القسطل إلى بحسيتا وعمل فيها قسطلين ، وهناك تنتهي إلى المعقلية ، ثم ساق من أصل القناة من باب الأربعين إلى الطريق الآخذ إلى البلد وما يليه ، وهذا الطريق الآخذ إلى بلاط فيه قسطل في رأس العقبة قدام درب الملك ، ثم يسير إلى رأس درب الديلم ، وهناك قسطل ثم إلى الدرب المعروف بالبازيار ثم إلى رأس درب بني الزهرة والطيوريين ، وهناك قسطل ثم إلى درب شراحيل ، وهناك قسطل ثم إلى عند حمام أوران ، وهناك قسطل (الظاهر موغان وهي حمام البيلوني التي خربت سنة ١٣٣٥ لتعريض الجادة) ثم إلى وسط أسد الله ، وهناك قسطل ثم إلى باب الجنان إلى عند مسجد القصير ، وهناك قسطل ثم يعود إلى الطريق الآخذ إلى سويقة اليهود ثم إلى باب النصر. وعمل حوضا كبيرا يفيض ثم إلى السويقة عند دار الصبغ وعمل قسطل وبني المسجد المعلّق وهناك انتهى.
ثم ساق من أصل الماء من المقسم الذي تحت القلعة ثم إلى أسواق حلب وقصبة البلد مصنعة في الأرض وجعل ماء القناة جميعها تجتمع في تلك المصنعة ، ثم جعل فيها مقاسم يخرج الماء على السوية فيتفرق في حلب على السواء ، فأخرج منها طريقا إلى الجامع وما يضاف إليه وطريقا إلى باب الأسود وما يليه وطريقا إلى باب العراق وما يليه وطريقا إلى القطيعة (لعله القصيلة) وما يليها.
وأما طريق الجامع فبنى عليه في رأس دار العدل قسطلا ثم إلى رأس الصاغة تحت المسجد المعلق قسطلا وأخذ منه إلى حمّام العفيف التي عند حبس الدلبة ، ثم أخذ من