جميلا كريما شجاعا سيوسا يحب العلماء ويعتقد الفقراء ، ذكره ابن خطيب الناصرية وشيخنا اه.
سنة ٧٩٤
ذكر عود منطاش وحصره مدينة حلب
قال ابن إياس : في هذه السنة جاءت الأخبار بأن منطاش حضر إلى حلب مع جماعة من التركمان فحاصر المدينة ، فخرج إليه عسكر حلب وأوقعوا معه واقعة فكسروه ورجع هاربا إلى الفرات. ثم حضر قاصد نعير بن جبار أمير آل فضل على يده كتاب من عند نعير فكان مضمونه أنه أرسل يطلب من السلطان أربع بلاد وهو يلتزم بالقبض على منطاش ، فقال السلطان للأمير أبي يزيد الدوادار : اكتب له كتابا على لسانك أنك إن أمسكت منطاش نعطك جميع ما طلبته وزيادة على ذلك ، فأرسل إليه الأمير أبو يزيد الدوادار بذلك.
سنة ٧٩٥
ذكر مقتل منطاش وانتهاء فتنته
قال ابن خلدون في أواخر الجزء الخامس : كان منطاش فرّ مع سالم الدوكاري إلى سنجار وأقام معه أياما ثم فارقه ولحق بنعير فأقام في أحيائه وأصهر إليه بعض أهل الحي بابنته فتزوجها وأقام معهم ، ثم سار أول رمضان سنة أربع وتسعين وعبر الفرات إلى نواحي حلب وأوقعت به العساكر هناك وهزموهم وأسروا جماعة من أصحابه ، ثم طال على نعير أمر الخلاف وضجر قومه من افتقاد الميرة من التلول فأرسل حاجبه يسأل الأمان وأنه يمكن من منطاش على أن يقطع أربع بلاد منها المعرة ، فكتب له الدوادار أبو يزيد على لسانه بالإجابة إلى ذلك ، ثم وفد محمد ابن (١) سنة خمس وتسعين فأخبر أنه كان مقيما بسلمية في أحيائه ومعه التركمان المقيمون بشيزر ، فركبوا إليهم وهزموهم ، وضرب بعض الفرسان منطاش فأكبه وجرحه ولم يعرف في المعركة لسوء صورته بما أصابه من الشظف والجفاء فأردفه ابن نعير ونجا به وقتل منهم جماعة منهم ابن بردعان وابن إينال وجيء برأسيهما إلى دمشق ،
__________________
(١) بياض بالأصل.