خلعة من الخليفة لمخدومه ، ووصل من جهة المعز أيبك التركماني صاحب مصر شمس الدين سنقر الأقرع وهو من مماليك المظفر غازي صاحب ميافارقين إلى بغداد بتقدمة جليلة وسعى في تعطيل خلعة الناصر يوسف صاحب دمشق ، فبقي الخليفة متحيرا ، ثم إنه أحضر سكينا من اليشم كبيرة ، وقال الخليفة لوزيره : أعط هذه السكين رسول صاحب الشام علامة مني في أن له خلعة عندي في وقت آخر ، وأما في هذا الوقت فلا يمكنني ، فأخذ كمال الدين بن العديم السكين وعاد إلى الناصر يوسف بغير خلعة اه.
سنة ٦٥٥
ذكر قتل المعز أيبك التركماني
قال أبو الفداء : في هذه السنة قتل الملك المعز أيبك التركماني وهو أول ملوك الأتراك في مصر ، قتلته امرأته شجر الدر ، واتفقت كلمة الأمراء على إقامة ولده نور الدين علي ولقبوه الملك المنصور وعمره خمس عشرة سنة ، ثم قتلت شجر الدر ودفنت في تربة كانت قد عملتها اه. باختصار.
ذكر وصول الخلعة من الخليفة إلى الملك الناصر
وفي هذه السنة وصل من الخليفة المستعصم الخلعة والطوق والتقليد إلى الملك الناصر يوسف ابن الملك العزيز.
سنة ٦٥٦
ذكر استيلاء التتر على بغداد وانقراض الدولة العباسية
قال أبو الفداء ما خلاصته : في هذه السنة قصد هولاكو ملك التتر بغداد وملكها في العشرين من المحرم وقتل الخليفة المستعصم ودام القتل والنهب في بغداد نحو أربعين يوما ، ثم نودي بالأمان.
ويجمل بنا أن نذكر هنا أصل التتر ومنشأهم والأسباب التي دعتهم إلى الخروج من بلادهم وهي في أقصى الشرق إلى أواسطه ثم قصدهم بغداد ثم هذه الديار.