وأعيانهم ، فسير نور الدين بعض ذلك إلى الخليفة المستضيء بأمر الله وكتب يعتد بهذا الفتح لأن بعض جنده فعلوه.
ذكر إرسال نور الدين للخليفة يطلب منه تقليدا
قال ابن الأثير : في هذه السنة أرسل نور الدين محمود بن زنكي رسولا إلى الخليفة ، وكان الرسول القاضي كمال الدين أبا الفضل محمد بن عبد الله الشهرزوري قاضي بلاده جميعها مع الوقوف والديوان ، وحمله رسالة مضمونها الخدمة للديوان وما هو عليه من جهاد الكفار وفتح بلادهم ، ويطلب تقليدا بما بيده من البلاد مصر والشام والجزيرة والموصل وبما في طاعته كديار بكر وما يجاور ذلك كخلاط وبلاد قلج أرسلان ، وأن يعطي من الإقطاع بسواد العراق ما كان لأبيه زنكي وهو صريفين ودرب هارون ، والتمس أرضا على شاطىء دجلة يبنيها مدرسة للشافعية ويوقف عليها صريفين ودرب هارون ، فأكرم كمال الدين إكراما لم يكرمه رسول قبله وأجيب إلى ما التمس ، فمات نور الدين قبل الشروع في بناء المدرسة رحمهالله.
قصد نور الدين بلاد قلج أرسلان واستيلاؤه على مرعش
قال في الروضتين : قال ابن الأثير : وفي سنة ثمان وستين سار نور الدين رحمهالله نحو ولاية الملك عز الدين قلج أرسلان بن مسعود بن قلج أرسلان بن سليمان السلجوقي وهي ملطية وسيواس وقونية وأقصرا عازما على حربه وأخذ بلاده منه ، وكان سبب ذلك أن ذا النون بن دانشمند صاحب ملطية وسيواس وغيرهما من تلك البلاد قصد قلج أرسلان وأخذ بلاده وأخرجه عنها طريدا فريدا ، فسار إلى نور الدين مستجيرا وملتجئا إلى ظله فأكرم نزله وأحسن إليه وحمل له ما يليق أن يحمل للملوك ووعده النصر والسعي في رد ملكه إليه ، وكانت عادة نور الدين أنه لا يقصد ولاية أحد من المسلمين إلا ضرورة إما ليستعين بها على قتال الفرنج أو للخوف عليها منهم كما فعل بدمشق ومصر وغيرهما ، فلما قصده ذو النون راسل قلج أرسلان وشفع إليه في إعادة ما غلبه عليه من بلاده فلم يجبه إلى ذلك ،