سنة ٦٣٥
ذكر استيلاء الحلبيين على المعرة وحصارهم حماة
قال أبو الفداء : في هذه السنة توفي الملك الكامل محمد بن الملك العادل أبي بكر بدمشق ، ولما بلغ الحلبيين موت الكامل اتفقت آراؤهم على أخذ المعرة ثم أخذ حماة من الملك المظفر صاحب حماة لموافقته الملك الكامل على قصدهم ، ووصل عسكر حلب إلى المعرة وانتزعوها من يد الملك المظفر صاحب حماة وحاصروا قلعتها ، وخرجت المعرة حينئذ عن ملك الملك المظفر صاحب حماة. ثم سار عسكر حلب ومقدمهم المعظم تورانشاه بن صلاح الدين إلى حماة بعد استيلائهم على المعرة ونازلوا حماة وبها صاحبها الملك المظفر ، ونهب العسكر الحلبي بلاد حماة ، واستمر الحصار على حماة حتى خرجت هذه السنة.
ذكر الخطبة بحلب إلى كيخسرو بن كيقباذ بن كيخسرو
قال أبو الفداء : وفي هذه السنة عقد لسلطان الروم غياث الدين كيخسرو بن كيقباذ بن كيخسرو العقد على غازية خاتون بنت الملك العزيز محمد صاحب حلب وهي صغيرة حينئذ ، وتولى القبول عن ملك الروم قاضي دوقات ، ثم عقد للملك الناصر يوسف ابن الملك العزيز صاحب حلب العقد على أخت كيخسرو وهي ملكة خاتون بنت كيقباذ ابن كيخسرو بن قليج أرسلان ، وأم ملكة خاتون المذكورة بنت الملك العادل أبي بكر بن أيوب ، وقد كان زوجها الملك المعظم عيسى صاحب دمشق بكيقباذ المذكور وخطب لغياث الدين كيخسرو بحلب اه.
سنة ٦٣٨
ذكر عود العساكر الحلبية عن محاصرة حماة
قال أبو الفداء : في هذه السنة نزل الملك الحافظ أرسلان شاه ابن الملك العادل أبي بكر بن أيوب عن قلعة جعبر وبالس وسلمها إلى أخته ضيفة خاتون صاحبة حلب ، وتسلم عوض ذلك أعزاز وبلادا معها تساوي ما نزل عنه ، وكان سبب ذلك أن الملك