قال ابن إياس : وفي هذه السنة جاءت الأخبار من حلب بأن جاليش تمرلنك قد وصل إلى أطراف بلاد الروم وأخذ مدينة تسمى أرزنكان [آذربيجان] وقتل أهلها ونهب ما فيها ، فلما سمع السلطان ذلك أرسل إلى سائر النواب بأن يتوجهوا إلى شاطىء الفرات ويحصنوا البلاد ، فخرج سائر النوّاب إلى شاطىء الفرات وأقاموا هناك اه.
سنة ٨٠٠
ذكر تعيين الأمير علاء الدين أقبغا لنيابة حلب
قال في روض المناظر : في هذه السنة استقر في نيابة حلب الأمير علاء الدين أقبغا الهذباني عوضا عن أرغون شاه.
سنة ٨٠١
وفاة الملك الظاهر برقوق بن أنص العثماني
قال ابن إياس : كانت وفاته خامس عشر شوال من سنة إحدى وثمانمائة ، وكان مدة سلطنته ست عشرة سنة وأربعة أشهر ، وعهد بالملك بعده لولده المقر الزيني فرج ولقب الملك الناصر أبو السعادات وله من العمر اثنتا عشرة سنة.
ذكر استيلاء السلطان با يزيد على ملطية
وورود الأخبار بقصده حلب ثم رجوعه إلى بلاده
قال ابن إياس : في أواخر هذه السنة جاءت الأخبار من حلب بأن ابن عثمان ملك الروم قد تحرك على بلاد السلطان وقد وصل أوائل جاليشه إلى بلاد الأبلستين (البستان) وهو قاصد حلب ، فلما بلغ السلطان والأمراء هذا الخبر أمر الأتابكي أيتمش بعقد مجلس بالقصر الكبير ، فحضر أمير المؤمنين المتوكل والقضاة الأربعة وشيخ الإسلام سراج الدين البلقيني وسائر الأمراء وضربوا مشورة في أمر ابن عثمان ، فوقع الاتفاق على محاربته والخروج إليه وأن يؤخذ من أجرة الأملاك شهر واحد يتقوى بها العسكر على دفع العدو. ثم بعد مدة جاءت الأخبار بأن ابن عثمان وصل إلى ملطية وملكها ولم يشوّش على أحد من أهلها وأمر عسكره بأن لا ينهبوا لأحد من الرعية شيئا ، فأقام بملطية أياما ثم رجع إلى بلاده فطل أمر التجريد وسكن الحال.