في هذه السنة وهي سنة ٦٣٠. وليس لهذه الخانقاه شيء من الأوقاف سوى بعض أراض عشرية.
ترجمة الباني الأول :
قال ابن الأثير في حوادث سنة ثلاث وستين وخمسمائة : في هذه السنة فارق زين الدين علي بن بكتكين النائب عن قطب الدين مودود بن زنكي صاحب الموصل خدمة صاحبه بالموصل وسار إلى إربل ، وكان هو الحاكم في الدولة وأكثر البلاد بيده ، منها إربل وفيه بيته وأولاده وخزائنه ، ومنها شهزور وجميع القلاع التي معها وجميع بلاد الهكارية ، وقلاعه منه العمادية وغيرها ، وبلد الحميدية وتكريت وسنجار وحران وقلعة الموصل هو بها ، وكان قد أصابه طرش وعمي أيضا ، فلما عزم على مفارقة الموصل إلى بيته بإربل سلم جميع ما كان بيده من البلاد إلى قطب الدين مودود وبقي معه إربل ولم يزل بها إلى أن مات بهذه السنة.
وقال ابن خلكان : هو زين الدين علي المعروف بكجك صاحب إربل ، رزق أولادا كثيرة ، وكان قصيرا ولهذا قيل له كجك ، وأصله من التركمان ، وملك إربل وبلادا كثيرة في تلك النواحي وفرقها على أولاد أتابك قطب الدين مودود بن زنكي صاحب الموصل ولم يبق له سوى إربل ، ويقال إنه جاوز مائة سنة وعمي في آخر عمره وانقطع بإربل إلى أن توفي في ذي القعدة سنة ثلاث وستين وخمسمائة ودفن في تربته المعروفة به المجاورة للجامع العتيق داخل البلد.
وكان موصوفا بالقوة المفرطة والشهامة ، وله بالموصل أوقاف كثيرة مشهورة من مدارس وغيرها.
قال في الروضتين : وكان خيرا عادلا حسن السيرة جوادا محافظا على حسن العهد وأداء الأمانة قليل العذر بل عديمه ، وكان إذا وعد بشيء لابد له من أن يفعله وإن كان خطيرا ، وكان حاله من أعجب الأحوال بينما يبدو منه ما يدل على سلامة صدره وغفلته ، حتى يبدو منه ما يدل على إفراط الذكاء وغلبة الدهاء ، بلغني أنه أتاه بعض أصحابه بذنب فرس ذكر أنه نفق له فأمر له بفرس ، فأخذ ذلك الذنب أيضا غيره من الأجناد فأحضره وذكر أنه نفق له دابة فأمر له بفرس ، وتداول ذلك الذنب اثنا عشر رجلا كلهم يأخذ