سنة ٧٣٣
دخول الأمير لؤلؤ القندشي لحلب وما أتاه من المظالم
قال ابن الوردي : في خامس عشر شعبان من سنة ثلاث وثلاثين وسبعمائة دخل الأمير بدر الدين لؤلؤ القندشي إلى حلب شادا على المملكة وعلى يده تذاكر ، وصادر المباشرين وغيرهم ومنهم النقيب بدر الدين محمد بن زهرة الحسيني والقاضي جمال الدين سليمان بن ريان ناظر الجيش وناصر الدين محمد بن قرناص عامل الجيش وعمه المحبي عبد القادر عامل المحلولات والحاج إسماعيل بن عبد الرحمن العزازي والحاج علي بن السقا وغيرهم ، واشتد به الخطب وانزعج به الناس كلهم حتى البريئون وقنت الناس في الصلوات. وقلت في ذلك :
قلبي لعمر الله معلول |
|
بما جرى للناس مع لولو |
يا رب قد شرد عنا الكرى |
|
سيف على العالم مسلول |
وما لهذا السيف من مغمد |
|
سواك يا من لطفه السول |
وقال ابن خطيب الناصرية في الدر المنتخب : قرأت في تاريخ محمد بن حبيب في حوادث سنة ثلاث وثلاثين وسبعمائة قال : وفيها وصل الأمير بدر الدين القندشي إلى حلب من الديار المصرية متوليا شد الدواوين وصحبته الأمير سيف الدين جركتمر الناصر كاشفا أحوال المباشرين وعلى يده تذكرة واضحة الإبانة تشتمل على محاققتهم وأخذ ما ثبت عليهم من الخيانة ، فبادر وصادر وتنمر وتجبر ، وقام وقعد وبرق ورعد ، ونهى وأمر وهمز وهمر ، وأذل الرجال واستخرج الأموال ، وأخذ ونقل وسجن واعتقل ، وعزل وصرف وتزاعج وانحرف ، وأهان الأكابر وروع الحرم والأصاغر ، ونزع أبواب الإنصاف وسلط الأطراف على الأشراف ، وضرب بالعصي والسياط وكلف الناس إدخال الجمل في سم الخياط ، وأقام بين أظهرهم مدة وهم ينتظرون الفرج بعد الشدة ، إلى أن رحل إلى الديار المصرية وانطفأ عن الشام شرر شر البرية ، ثم رفع له المنار وعظم شأنه في تلك الديار ، وولي بها الإمرة وأشد وما رجع عن الظلم ولا ارتد ، ثم دارت الدوائر وانعكس حساب القدم الجائر ، وعاد بعد حين إلى حلب وأوقعه الدهر في شرك من له عليه طلب ، فرقم طرس جلده بقلم السياط وعوقب إلى أن هلك وطوت أيدي الردى ذلك البساط. وقلت فيه :