فسار إليهم بعسكره فهرب جوسلين ، ودخل نور الدين مدينة الرها ونهبها وسبى أهلها. وفي هذه الدفعة نهبت وخربت وخلت من أهليها ولم يبق منهم إلا القليل ، ووصل خبر الفرنج إلى سيف الدين غازي بالموصل فجهز العساكر إلى الرها ، فوصل العساكر وقد ملكها نور الدين فبقيت في يده ولم يعارضه فيها أخوه سيف الدين.
سنة ٥٤٢
ذكر ملك نور الدين محمود مدينة أرتاح وغيرها
قال ابن الأثير : في هذه السنة دخل نور الدين محمود بن زنكي صاحب حلب بلد الفرنج ففتح منه مدينة أرتاح بالسيف ونهبها وحصر مابولة وبسرفوث وكفرلاثا. وكان الفرنج بعد قتل زنكي قد طمعوا وظنوا أنهم بعده يستردون ما أخذه ، فلما رأوا من نور الدين هذا الجد في أول أمره علموا أن ما أملوه بعيد وخاب ظنهم وأملهم.
سنة ٥٤٣
انهزام نور الدين في وقعة بينه وبين صاحب أنطاكية
قال في الروضتين في حوادث هذه السنة : وردت الأخبار في رجب من ناحية حلب بأن نور الدين صاحبها كان قد توجه في عسكره إلى ناحية الأعمال الإفرنجية وقصد أفامية وظفر بعدة من الحصون والمعاقل الإفرنجية وبعدة وافرة من الإفرنج ، وأن صاحب أنطاكية جمع الفرنج وقصده على حين غفلة منه فنال من عسكره وأثقاله وكراعه ما أوجبته الأقدار النازلة ، وانهزم بنفسه وعسكره وعاد إلى حلب سالما في عسكره لم يفقد منه إلا النفر اليسير بعد قتل جماعة وافرة من الإفرنج ، وأقام بحلب أياما بحيث جدد ما ذهب له من اليزك وما يحتاج إليه من آلات العسكر ، وعاد إلى منزله ، وقيل لم يعد.