وفي تتمة المختصر لابن الوردي : كان مشكور السيرة ودفن بالمقام وبنيت عليه تربة ورتب عليه قراء وما يليق به.
قال في الدرر الكامنة في ترجمته : كان رأس نوبة ومن أعيان الأمراء ، وولي نيابة حلب في سنة ٧١٢ وهو الذي أجرى النهر من الساجور إلى قويق وطوله أربعون ألف ذراع ، وكان الغرامة عليه أربعمائة ألف درهم لم يظلم فيه أحدا ، ولم يزل إلى أن مات في رجب سنة ٧١٤ ، وكانت مدة إمرته على حلب سنتين.
قال ابن الوردي في تتمة المختصر : ولي حلب بعد سودي الأمير علاء الدين ألطنبغا الصالحي الحاجب فانتفعت به حلب وبلادها وعمر جامعه بالميدان الأسود ونقل إليه أعمدة عظيمة من قورس ، وعمرت بسبب هذا الجامع أماكن كثيرة حوله.
سنة ٧١٨
ذكر بناء ألطنبغا للجامع المسمى باسمه
قال في الدر المنتخب : ومن مشاهير جوامع حلب جامع ألطنبغا الصالحي نائب حلب ثم دمشق ، بناه بطرف الميدان الأسود سنة ثلاث وعشرين وسبعمائة وهو أول جامع بني بحلب بعد الجامع الكبير داخل سورها على كتف خندق الروم شرقي المدينة ، وجعل له بابين بابا غريبا يستطرق منه إلى حوش عظيم يعرف به ومنه إلى المدينة وهو بابه الكبير ، وبنى إلى جانبه ميضاة كبيرة كثيرة النفع ، وبابا شرقيا صغيرا يستطرق منه على جسر إلى ظاهر البلد وركب عليه باب قلعة النقير لما افتتحها وأخربها ، وإليه تنسب محلته ، وبه الآن مكان يخزن به ملح الجبول أظنه كان خانقاها للمسجد المذكور ، وكرا المخزن يأخذه متوليه فيصرفه على مرتزقته ، وبالقرب منه تربة هي الآن تحت يد بعض الناس تغلب عليها فجعلها بيتا وهي بناء عظيم.
سبب بنائه :
قال في كراسة عندي أظنها من (كنوز الذهب لأبي ذر) : ونحن نذكر في كتابنا هذا ما تجدد بعده (بعد ابن شداد) من الجوامع من غير استيعاب فنبدأ بجامع ألطنبغا ، إذ هو أول جامع بني بحلب بعد الأموي كما تقدم ، وكملت عمارته في سنة ثلاث وعشرين وسبعمائة ، وهذا الجامع بصدر الميدان الأسود ، وبلغني أن ألطنبغا كان يكره الخطيب ابن