شوال هذه السنة أعني سنة ثمان وسبعمائة وتلقب بالملك المظفر ركن الدين بيبرس المنصوري ، وأرسل إلى نواب السلطنة بالشام فحلفوا له عن آخرهم ، وكتب تقليدا لمولانا السلطان بالكرك ومنشورا بما عيّنه له من الإقطاع بزعمه وأرسلهما إليه واستقر الحال على ذلك حتى خرجت هذه السنة اه.
سنة ٧٠٩
دعوة السلطان الملك الناصر محمد بن قلاوون من الكرك
إلى دمشق ثم إلى مصر وإقامته في السلطنة
وتولية حلب لسيف الدين قبجق
في هذه السنة عاد السلطان محمد بن قلاوون من الكرك إلى دمشق ثم إلى مصر وأعيد إلى السلطان لمكاتبات أتت له من أهالي دمشق وحلب ، وخلع بيبرس الجاشنكير نفسه ، واستقر الملك الناصر على سرير ملكهه مستهل شوال من هذه السنة وهي سلطنته الثالثة. وقد بسط أبو الفداء وابن إياس القول في ذلك.
ثم قال أبو الفداء : وأعطى نيابة السلطنة بحلب سيف الدين قبجق وقرر نيابة السلطنة بالشام لشمس الدين قراسنقر (النائب السابق بحلب).
سنة ٧١٠
ذكر وفاة سيف الدين قبجق وتولية حلب إلى أسندمر ثم القبض عليه
قال أبو الفداء : في هذه السنة أعطى مولانا السلطان نيابة السلطنة بالسواحل والفتوحات لأسندمر وتصدّق علي بحماة والمعرّة وبارين ، وأرسل تقليد أسندمر بالسواحل مع منكوتمر الطباخي فوصل إلى دمشق في الثالث والعشرين من جمادى الأولى وسار إلى حماة فلم يجب أسندمر إلى المسير إلى الساحل وامتنع من قبول التقليد والخلعة ورد التقليد صحبة منكوتمر المذكور فعاد به إلى دمشق ، واتفق عند ذلك موت سيف الدين قبجق نائب السلطنة بحلب في يوم السبت سلخ جمادى الأولى ، فلما وصل خبر موته إلى الأبواب الشريفة أنعم السلطان بنيابة حلب على أسندمر موضع سيف الدين قبجق.