أقول : قبلي الخان المذكور المسمى الآن بخان الفرّايين وأمام باب جامع العادلية وباب قايسارية العلبية عرصة واسعة نصفها الشمالي أو أكثر من النصف هو هذه المدرسة ودور بني الشحنة. المدرسة من جهة الغرب أمام باب الجامع والدور من جهة الشرق. وقد حفر منذ عهد قريب أمام شبابيك الحمام المعروفة بحمام ميخان فوجد أثر باب كبير وقد رأيته ويغلب على الظن أنه باب المدرسة وهي آخذة إلى الشمال ، وبين هذا الباب ومدفن كوهر ملك شاه السلطانة الواقع قبلي العرصة مقدار ستة أذرع.
المدرسة الأتابكية أيضا :
قال في الدر المنتخب : [المدرسة الأتابكية] : أنشأها الأتابك شهاب الدين طغريل الظاهري المقدم ذكره وتمت في سنة عشرين وستمائة ، وأول من درس بها صفي الدين عمر الحموي وبعده نظام الدين محمد بن محمد بن عثمان البلخي الأصل ، ولم يزل بها إلى أن توفي بحلب ، فوليها بعده ولده تقي الدين أحمد ، ولم يزل بها إلى أن قتل في فتنة التتر ، ثم وليها في الأيام الظاهرية الفقيه فخر الدين عبد الرحمن بن إدريس ، ثم خرج عنها إلى ديار مصر اه.
وقال أيضا : خانقاه أنشأها خارج باب الأربعين بالجبيل.
أقول : موقع هذه المدرسة والخانقاه في محلة الجبيلة في الزقاق الكائن عن يسار الداخل من باب الحديد ، وهما متلاصقتان على مكان مرتفع ولهما بابان بجانب بعضهما بينهما أربعة أذرع مكتوب على باب المدرسة :
هذا ما تقدم بإنشائه العبد الفقير إلى رحمة الله وكرمه الشاكر لما أفاض عليه رحماته أبو سعيد طغرل بن عبد الله الملكي الظاهري تقبل الله منه وأثابه مسجدا لله تعالى تقام فيه الصلوات الخمس في أوقاتها ويسكنه المدرس والفقهاء الحنفية على ما شرطه في كتاب الوقف ، وإن قدر الله وفاته خارج مدينة حلب يدفن فيه في الموضع المعد له ويلازمه القراء للقرآن العظيم على ما شرطه ، فلا يحل لأحد يغيره عما وضع له ، ومن بدله بعدما سمعه فإنما إثمه على الذين يبدلونه ، وذلك في شهور سنة عشرين وستمائة.
وفي صدر المدرسة قبلية في طرفها الأيمن إيوان في وسطه ضريح هو قبر الواقف طغرل ، والكتابة التي كانت على الباب الآخر وهو باب الخانقاه محيت ، وعليه الآن كتابة