ذكر نقل يلبغا الناصري من نيابة حلب وتولية سيف الدين أرقطاي
قال ابن الوردي : وفي ربيع الآخر نقل يلبغا الناصري من نيابة حلب إلى نيابة دمشق مكان طقزتمر ، وسافر طقزتمر إلى مصر بعد المبالغة في امتناعه من النقلة من دمشق فما أجيب إلى ذلك ، وتوفي طقزتمر بمصر بعد مدة يسيرة وكان عنده ديانة.
وفيه وصل الأمير سيف الدين أرقطاي إلى حلب نائبا وأبطل الخمور والفجور بعد اشتهارها ورفع عن القرى الطرح وكثيرا من المظالم ورخص السعر.
وفيها في شهر رمضان وصل القاضي بهاء الدين حسين بن جمال الدين سليمان بن ريان إلى حلب ناظرا على الجيش على عادته عوضا عن القاضي بدر الدين محمد بن الشهاب محمود الحلبي ، ثم ما مضى شهر حتى أعيد بدر الدين عوضا عن بهاء الدين ، وهكذا صارت المناصب كلها بحلب قصيرة المدة كثيرة الكلفة ، قلت :
ساكني مصر أين ذاك التأني |
|
والتأبي وما لكم عنه عذر |
يخسر الشخص ماله ويقاسي |
|
تعب الدهر والولاية شهر |
وفيها كتب على باب قلعة حلب وغيرها من القلاع نقرا في الحجر ما مضمونه مسامحة الجند بما كان يؤخذ منهم لبيت المال بعد وفاة الجندي والأمير ، وذلك أحد عشر يوما وبعض يوم في كل سنة ، وهذا التفاوت بين السنة الشمسية والقمرية ، وهذه مسامحة بمال عظيم.
قال المقريزي في كتاب السلوك : وفي شوال قدم من حلب ابن قرناص فبذل في نظر حلب نحو ألفي دينار حتى رسم له به عوضا عن ابن الموصلي ، فبعث ابن الموصلي ابنه بهدية سنية فيها جوار حسان وزوج بسط حرير فقام (غرلو) معه وأوصله بالسلطان فقبل هديته وبسط البسط بالدهيشة وأقر ابن الموصلي على حاله فكانت مدة ابن قرناص عشرين يوما بألفي دينار.
وفيه قدم الخبر بأن قاصد نائب حلب توجه إلى سيس بطلب الحمل ، وقد كان تكفور قد كتب في الأيام الصالحية بأن بلاده خربت فسومح بنصف الخراج ، فلما وصل إليه قاصد نائب حلب جهز الحمل وحضر كبراء دولة تكفور ليحلفوه أنه ما بقي في مملكته أسير من المسلمين كما جرت العادة في كل سنة بتحليفه على ذلك ، وكان في