سنة ٧٢٠
ذكر الإغارة على سيس وبلادها
قال أبو الفداء : في هذه السنة تقدمت مراسيم السلطان بإغارة العساكر على بلاد سيس ورسم لمن عينه من العساكر الإسلامية الشامية ، فسار من دمشق تقدير ألفي فارس ، وسار الأمير شهاب الدين قرطاي بعساكر الساحل وجردت من حماة أمراء الطبلخانات الذين بها ، وسارت العساكر المذكورة من حماة في العشر الأول من ربيع الأول ووصلوا إلى حلب. ثم خرجت عساكر حلب صحبة المقر العلائي ألطنبغا نائب السلطنة بحلب ، وسارت العساكر المذكورة عن آخرهم ونزلوا بعمق حارم وأقاموا به مدة ، ثم رحلوا ودخلوا إلى بلاد سيس في منتصف ربيع الآخر من هذه السنة الموافق للرابع والعشرين من أيار وساروا حتى وصلوا إلى نهر جيحان ، وكان زائدا فاقتحموه ودخلوا فيه فغرق من العساكر جماعة كثيرة ، وكان غالب من غرق التراكمين الذين من عسكر الساحل ، وبعد أن قطعوا جيحان المذكور ساروا ونازلوا قلعة سيس وزحفت العساكر عليها حتى بلغوا السور وغنموا منها وأتلفوا البلاد والزرع وساقوا المواشي وكانت شيئا كثيرا ، وأقاموا ينهبون ويخربون ، ثم عادوا وقطعوا جيحان وكان قد انحط فلم ينضر أحد به ، ووصلوا إلى بغراس في التاسع والعشرين من ربيع الآخر ثم ساروا إلى حلب وأقاموا بها مدة يسيرة حتى وصل إليهم الدستور فسار كل عسكر إلى بلده اه.
سنة ٧٢٤
قال ابن إياس : في هذه السنة برزت المراسيم الشريفة إلى نائب حلب بأن يروك البلاد الحلبية كما فعل في البلاد الشامية ، فخرج أمير من الأمراء العشروات ومعه جماعة من المباشرين بسبب ذلك فتوجهوا من القاهرة إلى حلب وراكوا البلاد الحلبية حكم البلاد الشامية ، فجميع البلاد المصرية والشامية والحلبية الآن في الروك الناصري اه.