الذي عليه الأرض يتحرك بعضه (١) ، وإما أن يعمل عليها المعاصي والخطايا فتتزلزل غضبا للرب والله أعلم (٢).
سنة ٨٠٧
ذكر عصيان الأمير جكم والأمير شيخ
قال السخاوي في الضوء اللامع في ترجمة جكم : إنه اعتقل بقلعة المرقب ، ثم نقل إلى حلب فحبس بدار العدل ، ثم نقل إلى غيرها ، ثم أطلق وآل أمره إلى أن ملك حلب (تغلّب على نائبها الأمير دمرداش) ، ثم اتفق هو وجماعة من الأمراء على العصيان ووصلوا إلى الصالحية (بدمشق) فخرج الملك الناصر فكانت الكسرة على عسكره ورجع هاربا ، ثم كرّ عليهم العسكر المصري ثانيا فكانت النصرة لهم ، وآل أمر جكم إلى أن أخذ هو وشيخ دمشق ودخلاها واستمرا بها مدة ، ثم أخذ أيضا حماة.
سنة ٨٠٨
ذكر خلع الملك الناصر فرج وسلطنة أخيه أبي العز عبد العزيز
ثم ظهور الملك الناصر وعوده إلى الملك وخلع أخيه
قال ابن إياس ما خلاصته : لما عصى الأمير جكم العوضي ومعه جماعة من الأمراء اضطربت أحوال الملك الناصر وضاقت عليه الأمور وآل الأمر إلى اختفائه وسلطنة أخيه أبي العز عبد العزيز ، إلا أنه لم يتم أمره في السلطنة ولا ساعدته الأقدار ، فبقي في السلطنة شهرين وعشرة أيام ، ثم ظهر الملك الناصر وأعيد إلى كرسي السلطنة وخلع أبو العز عبد
__________________
(١) يظهر أن ابن الشحنة ليس من أبناء هذا الفن حتى تسربت إلى فكره هذه الخرافة.
(٢) أقول : بهذه العبارة نهاية تاريخ روض المناظر المطبوع على هامش ابن الأثير ، وفي النسخة الخطية التي أمامنا زيادة ثماني ورقات بعد هذه العبارة فيها ذكر الملاحم والفتن وأشراط الساعة ، وكلها أهملت في الطبع ، ويظهر أن ذلك لانتهاء تاريخ ابن الأثير أو لأن للملاحم والفتن وأشراط الساعة ذكرا في كثير من كتب الحديث وغيرها ، وكيفما كان فإن هذا ليس بصواب من أرباب المطابع.