بلاد التركمان فقطعوا رؤوسهم وأرسلوها إلى السلطان فرسم بأن يعلقوا على باب زويلة فعلقوا عليه ثلاثة أيام اه.
سنة ٧٥٤
ذكر تولية حلب للأمير أرغون الكاملي
وقبضه على قراجا بن ذي الغادر وقتل قراجا بمصر
قال ابن إياس : في هذه السنة خلع السلطان على الأمير أرغون الكاملي واستقر به نائب حلب عوضا عن بيبغا أروس ، فلما توجه أرغون إلى حلب جرد إلى قراجا بن ذي الغادر أمير التركمان ، وكان ذنب قراجا أنه وافق بيبغا أروس على العصيان ، فلما وصل إليه الأمير أرغون هرب منه فتبعه الأمير أرغون إلى أطراف بلاد الروم فقبض عليه وأرسله إلى السلطان ، فلما حضر إلى القاهرة ومثل بين يدي السلطان أمر بتسميره فسمّروه على جمل وطافوا به مصر والقاهرة ثم وسّطوه في الرميلة بسوق الخيل ثم دفنوه اه.
زيادة بيان لهذه الحوادث
وقال ابن خطيب الناصرية في ترجمة قراجا بن دلغادر أمير التركمان بالبلاد الشمالية :
إنه جاء إلى حلب إلى بيبغا أروس القاسمي نائب حلب ووافقه في العصيان على السلطان وتوجه معه إلى دمشق حين سار ، فلما أحس بيبغا أروس بنزول السلطان (أي مجيئه من مصر) ولّى هاربا وهرب معه قراجا المذكور وتوجه إلى بلاده فتوجه في طلبه الأمير سيف الدين أرغون الكاملي نائب حلب وصحبته العساكر الحلبية وذلك في سنة أربع وخمسين وسبعمائة ، فوصلوا إلى أبلستين فهرب قراجا بن دلغادر فتبعوه إلى أن أدركوه بأطراف بلاد الروم ، فلما أحس بهم هرب فنهب العسكر بيوته وبيوت التركمان الذين كانوا معه وأخذوا مواشيهم ، واستمر قراجا هاربا إلى أن وصل إلى أرنتا صاحب الروم فقبض عليه ثم جهز إلى مصر فكان آخر العهد به.