طويلا رائقا فائقا يشتمل على تعداد ما للسلطان من الأيادي في جهاد الإفرنج في حياة نور الدين ، ثم فتح مصر واليمن وبلادا جمة من أطراف المغرب وإقامة الخطبة العباسية بها [ثم ساق الكتاب].
ثم قال : قال العماد الكاتب : ولما فرغ السلطان من حمص وحصنها سار إلى بعلبك فتسلمها في رابع شهر رمضان. قال ابن أبي طي : وكان بها خادم يقال له يمن ، فلما شاهد كثرة عساكر السلطان اضطرب في أمره وراسل من بحلب على جناح طائر فلم يرجع إليه منهم خبر فطلب الأمان وسلم بعلبك إلى السلطان.
ذكر الحرب بين سيف الدين غازي صاحب الموصل
وبين صلاح الدين وانهزام سيف الدين ومحاصرة صلاح الدين حلب
والاتفاق عليها بينه وبين الملك الصالح إسماعيل نور الدين
قال في الروضتين : قال ابن أبي طي : لما تسلم السلطان بعلبك وأزاح عللها عاد إلى حمص ونزل بها فاتصل به ورود عز الدين مسعود أخي سيف الدين صاحب الموصل نجدة للملك الصالح ، وكان سبب وروده أن جماعة من أمراء حلب لما كان السلطان نازلا على حلب أجمعوا آراءهم وكاتبوا سيف الدين وألزموه نجدة ابن عمه ، وأخبروه أن السلطان متى ملك حلب لم يكن له قصد إلا الموصل ، وأرسلوا بذلك أمين الدين هاشما خطيب حلب وقطب الدين ينال بن حسان وغرس الدين قليج ، وكان سيف الدين منازلا لسنجار وفيها أخوه عماد الدين قد أظهر الانتماء إلى السلطان فأنجده السلطان بقطعة من جيشه فكسرهم ونهبهم عماد الدين بهم وبعسكره ، فلما وصلت رسالة الحلبيين إلى سيف الدين صالح أخاه عماد الدين وحشد عسكره وأنفذ يجيبهم مع أخيه عز الدين مسعود ، فورد حلب بعد رحيل السلطان عنها إلى بعلبك ، فاغتنم الحلبيون بعد السلطان عنهم فاحتشدوا