أسماء الأئمة وصلوا على الأموات خمس تكبيرات ، وأذن للشريف في أن يكون عقود الحلبيين من الإمامية إليه وفعلوا جميع ما وقعت الأيمان عليه اه.
وقال في الروضتين : قال ابن أبي طي : وكانت هذه السنة شديدة البرد كثيرة الثلوج عظيمة الأمطار هائجة الأهوية ، وكان السلطان قد جعل أولاد الداية علالة له وسببا يقطع به ألسنة من ينكر عليه الخروج إلى الشام ، وقصد الملك الصالح فامتنع كمشتكين فاشتد حينئذ السلطان في قتال البلد ، وكانت ليالي الجماعة عند الملك الصالح لا تنقضي إلا بنصب الحبائل للسلطان والفكرة في مخاتلته وإرسال المكروه إليه ، فأجمعوا آراءهم على مراسلة سنان صاحب الحشيشية في إرصاد المتالف للسلطان وإرسال من يفتك به ، وضمنوا له على ذلك أموالا جمة وعدة من القرى ، فأرسل سنان جماعة من فتاك أصحابه لاغتيال السلطان فجاؤوا إلى جبل جوشن واختلطوا بالعسكر فعرفهم صاحب بوقبيس لأنه كان مثاغرا لهم فقال لهم : يا ويلكم كيف تجاسرتم على الوصول إلى هذا العسكر ومثلي فيه ، فخافوا غائلته فوثبوا عليه فقتلوه في موضعه ، وجاء قوم للدفع عنه فجرحوا بعضهم وقتلوا البعض ، وبدر من الحشيشية أحدهم وبيده سكينة مشهورة ليقصد السلطان ويهجم عليه ، فلما صار إلى باب الخيمة اعترضه طغريل أمير جاندار فقتله وطلب الباقون فقتلوا بعد أن قتلوا جماعة. قال : ولما فات من حلب الغرض من السلطان بطريق الحشيشية كاتبوا قمص طرابلس وضمنوا له أشياء كثيرة متى رحل السلطان عن حلب ، وكان في أسر نور الدين منذ كسرة حارم ، وكان قد بذل في نفسه الأموال العظيمة فلم يقبلها نور الدين ، فلما كان قبل موت نور الدين سعى له فخر الدين مسعود بن الزعفراني حتى باعه نور الدين بمبلغ مائة وخمسين ألف دينار وفكاك ألف أسير. واتفق في أول هذه السنة موت ملك الفرنج صاحب القدس وطبرية وغيرهما فتكفل هذا القمص بأمر ولده المخدوم فعظم شأنه وزاد خطره ، فأرسل إلى السلطان في أمر الحلبيين وأخبره الرسول أن الفرنج قد تعاضدوا وصاروا يدا واحدة فقال : لست ممن يرهب بتألب الفرنج وها أنا سائر إليهم ، ثم أنهض قطعة من جيشه وأمرهم بقصد أنطاكية فغنموا غنيمة حسنة وعادوا ، فقصد القمص فنكص راجعا إلى بلاده وحصل الغرض من رحيل السلطان عن حلب ووصل إلى حمص فتسلم القلعة ورتب فيها واليا من قبله. [ثم قال] : ثم أرسل السلطان الخطيب شمس الدين بن الوزير أبي المضاء إلى الديوان العزيز [في بغداد] برسالة ضمنها القاضي الفاضل كتابا