أيديهم عدة من المسلمين أسرى ، فبيت مع أصحابه قتلهم في الليلة التي تكون حلفه في صبيحتها فقتل كل أحد أسيره في أول الليل ، فما هو إلا أن مضى ثلثا الليل خرجت في الثلث الأخير من تلك الليلة ريح سوداء معها رعد وبرق أرعب القلوب ، وكان من جملة الأسرى عجوز من أهل حلب في أسرى المنجنيقي ذبحها عند المنجنيق وهي تقول : اللهم خذ الحق منهم ، وأقام يشرب الخمر بعد ذبحها مع أهله حتى غلبهم السكر وغابوا عن حسهم فسقطت الشمعة وأحرقت ما حولها حتى هبّت الريح فتطاير شرر ما احترق من البيت حتى اشتعل بما فيه ، وتعلقت النيران بما حوله حتى بلغت موضع تكفور ، ففر بنفسه ، واستمرت النار مدة اثني عشر يوما فاحترق أكثر القلعة وتلف المنجنيق كله بالنار ، وكان هو حصن سيس ولم يعمل مثله ، واحترق المنجنيقي وأولاده الستة وزوجته واثنا عشر رجلا من أقاربه ، وخربت سيس وهدم سورها ومساكنها وهلك كثير من أهلها وعجز تكفور عن بنائها.
ذكر تزايد أمر ابن دلغادر
وفيها في أواخرها ملكت التركمان قلعة كابان وربضها بالحيلة وهي من أمنع قلاع سيس مما يلي الروم وقتلوا رجالها وسبوا النساء والأطفال ، فبادر صاحب سيس الجديد لاستنقاذها فصادفه ابن دلغادر فأوقع بالأرمن وقتل منهم خلقا وانهزم الباقون.
وبعد فتحها قصد النائب بحلب أن يستنيب فيها من جهة السلطان فعتا ابن دلغادر عن ذلك ، فجهزوا عسكرا لهدمها ، ثم أخذتها الأرمن منه بشؤم مخالفته لولي الأمر ، وذلك في رجب سنة سبع وأربعين وسبعمائة.
سنة ٧٤٧
ذكر عزل الحاج أرقطاي نائب حلب
وتولية حلب لسيف الدين طقتمر الأحمدي
قال ابن الوردي : في المحرم طلب الحاج أرقطاي نائب حلب إلى مصر ، وفي ربيع الأول وصل إلى حلب الأمير سيف الدين طقتمر الأحمدي نائبا نقل إليها من حماة. وفي جمادى الأولى سافر القاضي ناصر الدين محمد بن الصاحب شرف الدين يعقوب وولي