وقال الأديب بدر الدين الحسن بن حبيب الحلبي :
إن هذا الطاعون يفتك في العا |
|
لم فتك امرىء ظلوم حقود |
ويطوف البلاد شرقا وغربا |
|
ويسوق العباد نحو اللحود |
قد أباح الدما وحرّم جمع الش |
|
مل قهرا وحل نظم العقود |
كم طوى البشر من أخ عن أخيه |
|
وسبى عقل والد بوليد |
أيتم الطفل أثكل الأم أبكى ال |
|
عين أجرى الدموع فوق الخدود |
بسهام ترمي الأنام خفيا |
|
ت تشق الحلود قبل الجلود ١ |
كلما قلت زدت في الثقل أقصر |
|
وتلبّث يقول هل من مزيد ٢ |
إن أعش بعده فإني شكور |
|
مخلص الحمد للولي الحميد |
وإذا مت هيئوني وقولوا |
|
كم قتيل كما قتلت شهيد |
وأطال المقريزي في تعداد من توفي تلك السنة من الأعيان.
ظهور أنوار على قبر النبي متّى وقبر حنظلة بن خويلد وغيرهم بمنبج
قال : وفي ذي القعدة ظهر بمنبج على قبر النبي متّى وقبر حنظلة بن خويلد أخي خديجة رضياللهعنها ، وهذان القبران بمشهد النور خارج منبج ، وعلى قبر الشيخ عقيل المنبجي وعلى قبر الشيخ نيبوب ، وهما داخل منبج ، وعلى قبر الشيخ علي وعلى مشهد المسيحات شمالي منبج أنوار عظيمة وصارت الأنوار تنتقل من قبر بعضهم إلى قبر بعض وتجتمع وتتراكم ، ودام ذلك إلى ربع الليل حتى انبهر لذلك أهل منبج وكتب قاضيهم بذلك محضرا وجهزه إلى دار العدل بحلب ، ثم أخبرني القاضي بمشاهدة ذلك وأكابر وأعيان من أهل منبج أيضا.
وفي السابع والعشرين من ذي الحجة من هذه السنة كانت وفاة ابن الوردي رحمهالله بالطاعون ولم يسلم من طعناته ، واسمه عمر بن مظفر ، وستأتي ترجمته إن شاء الله تعالى.
__________________
١ ـ الصواب نقلا عن كتاب السلوك ط ١٩٥٨ محمد مصطفى زيادة : تشق القلوب.
٢ ـ في الأصل : أقصر ويبيت.