أنفت من الثقلاء فيها إذ رمت |
|
أثقالها ورأتك منها ملجيا |
حلب لها حلب المدامع مسبل |
|
أن لاقت الخطب الفظيع المبكيا |
وبعدل نور الدين عاود أفقها |
|
من بعد غيم الغم جوا مصحيا |
أضحى لبهجتها معيدا بعد ما |
|
ذهبت وللمعروف فيها مبديا |
لأمورها متدبرا لشتاتها |
|
متألفا لصلاحها متوليا |
فالشرع عاد بعدله مستظهرا |
|
والحق عاد بظله مستذريا |
والدهر لاذ بعفوه مستغفرا |
|
مما جناه مطرقا مستحييا |
قال ابن الأثير : في هذه السنة في ذي الحجة مات قطب الدين مودود بن زنكي أخو نور الدين محمود صاحب الموصل بالموصل ، ولما اشتد مرضه أوصى بالملك بعده لابنه الأكبر عماد الدين زنكي ثم عدل عنه إلى ابنه الآخر سيف الدين غازي ، وساق ابن الأثير سبب عدوله.
سنة ٥٦٦
ذكر ملك نور الدين الموصل وإقرار سيف الدين
قال في الروضتين : قال ابن الأثير : لما بلغ نور الدين وفاة أخيه قطب الدين وملك ولده سيف الدين بعده واستيلاء فخر الدين عبد المسيح واستبداده بالأمور وحكمه على سيف الدين أنف من ذلك وكبر لديه وشق عليه ، وكان يبغض عبد المسيح لما يبلغه من خشونته على الرعية والمبالغة في إقامة السياسة ، وكان نور الدين رحمهالله لينا رفيقا عادلا ، فقال : أنا أولى بتدبير بني أخي وملكهم. ثم سار من وقته فعبر الفرات عند قلعة جعبر أول المحرم وقصد الرقة فامتنع النائب بها شيئا من الامتناع ، ثم سلمها على شيء اقترحه فاستولى نور الدين عليها وقرر أمورها ، وسار إلى الخابور فملكه جميعه ، ثم ملك نصيبين وأقام بها يجمع العساكر ، فإنه كان قد سار جريدة فأتاه بها نور الدين محمد بن قرا أرسلان صاحب الحصن وديار بكر واجتمعت عليه العساكر وترك أكثر عسكره بالشام لحفظ ثغوره وأطرافه من الفرنج وغيرهم ، فلما اجتمعت العساكر سار إلى سنجار فحصرها وأقام عليها ونصب المجانيق ، وكان بها عسكر كبير من الموصل ، فكاتبه عامة الأمراء الذين بالموصل