[وفيها] في صفر طلب من البلاد الحلبية رجال للعمل في نهر قلعة جعبر ورسم أن يخرج من كل قرية نصف أهلها وجلا كثير من الضياع بسبب ذلك ، ثم طلب أيضا من أسواق حلب رجال واستخرجت أموال ، وتوجه النائب بحلب إلى قلعة جعبر بمن حصل من الرجال وهم نحو عشرين ألفا.
سنة ٧٣٧
ذكر وفاة الأمير خضر ابن نائب حلب ألطنبغا
قال ابن الوردي : فيها في ربيع الأول توفي الأمير الشاب الحسن جمال الدين خضر ابن ملك الأمراء علاء الدين ألطنبغا بحلب ودفن بالمقام ، ثم عمل له والده تربة حسنة عند جامعه (١) خارج حلب ونقل إليها. وكان حسن السيرة ليس من إعجاب أولاد النواب في شيء. ومما قلت فيه تضمنيا :
أيبست أفئدة بالحزن يا خضر |
|
فالدمع يسقيك إن لم يسقك المطر |
منها خلقت فلم يسمح زمانك أن |
|
يشين حسنك فيه الشيب والكبر |
فإن رددت فما في الرد منقصة |
|
عليك قد رد موسى قبل والخضر |
وإن كان يتضمن هذا التضمين القول بموت الخضر عليهالسلام.
قال : وفي هذه السنة باشر تاج الدين محمد بن عبد الكريم أخو الصاحب شرف الدين يعقوب نظر الجيوش المنصورة بحلب ، فما هنىء بذلك واعترته الأمراض حتى مات في سابع جمادى الآخرة من السنة المذكورة. قلت :
ما الدهر إلا عجب فاعتبر |
|
أسرار تصريعاته واعجب |
كم باذل في منصب ماله |
|
مات وما هنّىء بالمنصب |
وباشر مكانه في شعبان منها القاضي جمال الدين سليمان بن ريّان اه.
__________________
(١) أقول : بالقرب من الجامع عرصة يبلغ طولها نحو ٣٠ ذراعا وعرضها نحو ١٢ ذراعا فيها محراب قائم ظاهر منه نصفه الفوقاني والباقي تحت التراب ، وفي آخر العرصة من الجهة الغربية قبر يقال إن هذا المكان هو التربة وهذا القبر هو قبر خضر المذكور والله أعلم.