الأرمن ، مساحتها فدان وثلث وربع فدان وارتفاعها اثنان وأربعون ذراعا بالعمل ، وأنفق تكفور على عمارتها أربع مائة ألف وستين ألف دينار ، وتسلم العسكر أياس والبرج الأطلس وهدم في ثمانية أيام بعد ما عمل فيه أربعون حجّارا يومين وليلتين حتى خرج منه حجر واحد ، ثم نقب وعلق على الأجسام (هكذا) وأضرمت فيه النار فسقط جميعه ، وكان برجا عظيما بلغ ضمانه في كل شهر لتكفور مبلغ ثلاثين ألف دينار حسابا عن كل يوم ألف دينار سوى خراج الأراضي. وكان بها أربعمائة خمارة وستمائة بغي ، كان في ظاهرها ملاحة تضمن كل سنة بسبعمائة ألف درهم ، ولها مائتان وستة عشر بستانا يغرس فيها أنواع الفواكه ودور سورها فدانان وثلثا فدان.
ثم رحل العسكر عن أياس بعد ما أقاموا عليها اثنين وسبعين يوما ، فمرّ نائب حلب على قلعة نجمة وقلعة أسفندكار وقد أخربهما مغلطاي العزي حتى عبر بالعسكر إلى حلب في رابع عشرين ذي الحجة ، فعاد العسكر إلى مصر وقد مرض كثير منهم ومات جماعة ، فأكرم السلطان الأمير أرقطاي وخلع عليه ، وبعث تشريفا إلى نائب حلب ، وأقطع أراضي سيس لنائب حلب ونائب الشام وغيرهما من أمراء الشام ، وأمّر فيها جماعة من التركمان والأجناد فاستعملوا الأرمن في الفلاحة وحطوا عنهم من الخراج فعمرت ضياعها ، وضمنت بعض عجائز الأرمن بها خمارة بألف درهم كل يوم فلم توافق على ذلك. وعمل في كل قلعة من قلاع الأرمن نائب ورتب فيها عسكر. ثم قدمت رسل تكفور فخلع عليهم وكتب بترك الخراج عنهم ثلاث سنين ومهادنتهم عشر سنين.
وفيها كانت حرب بين خليل الطرفي وبين خليل بن دلغادر وانهزم الطرفي إلى حلب فقام معه نائبها وبعث بالإنكار على ابن دلغادر فانتمى إلى نائب الشام ووعد على نيابة الأبلستين بألفي إكديش وإقامة ثلاثين أمير طبلخاناه فعني به نائب الشام ، حتى قدم إلى قلعة الجبل وخلع عليه في يوم وكتب له ثلاثين منشورا بأمريات جماعة منهم وخلع على جميع من معه وسار.
سنة ٧٣٨
ذكر فتح الباب شرقي المحراب في الجامع الأعظم
وظهور رأس سيدنا يحيى عليهالسلام
قال ابن الوردي : في هذه السنة في صفر توفي بدر الدين محمد بن إبراهيم