جبار وقع بينه وبين نائب حلب تشاجر ، فخرج إليه نائب حلب مع العساكر الحلبية فتقاتل مع الأمير جبار فقويت العربان على نائب حلب فقتل هو وولده في المعركة. ثم إن السلطان خلع على الأمير آشقتمر واستقر به نائب حلب عوضا عن قشتمر المنصوري وأرسل خلعة إلى الأمير زامل من آل فضل بأن يكون عوضا عن الأمير جبار بن مهنا ، فخرج الأمير آشقتمر وتوجه إلى حلب (وقد تقدم أن مجيئه كان في أول سنة ٧٧١ وهذه للمرة الثانية).
سنة ٧٧٣
ولاية عز الدين أيدمر
قال في روض المناظر : في هذه السنة ولي عز الدين أيدمر الدوادار نيابة حلب عوضا عن آشقتمر ونقل إلى مكانه بطرابلس نائبا.
بناء آشقتمر جامعه في هذه السنة وذكر بقية آثاره
قال في الدر المنتخب في الباب الحادي والعشرين الذي ذكر فيه ما تجدد بعد ابن شداد من المساجد والمدارس : فمن ذلك مسجد آشق تمر داخل باب النيرب بناه في سنة ... [بياض في الأصول] وأنشأ بالقرب منه حماما وفرنا وخانا ومعصرة وحوانيت ووقفها عليه وعلى التربة التي أنشأها ظاهر باب المقام يمنة الظاهر من المدينة ، وهي تربة عظيمة واسعة لها بوابة من الحجر النحيت الأبيض ذات عقد مصلب له ثلاث قناطر ومساطب رخام أصفر ، وداخلها مدفن معقود عليه قبة كبيرة وحوش كبير به بركة كبيرة مرخمة الداير يصل إليها الماء من القناة ، وبصدر هذا الحوش إيوان كبير ذو شبابيك أحدها مطل على قسطل كبير يجري إليه من فايض البركة ، وللإيوان المذكور شباكان مكتنفان بمحرابه مطلان على جنينة وشباك غربي يقابل الشباك الشرقي المطل على القسطل ، وللتربة حجر ومنافع ومرتفق ، وبهذه التربة دفن سيدي الوالد (١) ، ألزم الأمير نوروز الحافظي عمي قاضي القضاة فتح الدين بدفنه هنالك غصبا لتكون التربة المذكورة جارية تحت نظرنا اه.
__________________
(١) هو أبو الوليد محمد بن الشحنة صاحب روض المناظر المتوفى سنة ٨١٥.