القشمري واستمر بها سنة وبضعة شهور ، ثم عزل في سنة ثلاث وستين بالأمير سيف الدين منكلي بغا الشمسي ، ثم وليها في سنة أربع وستين عوضا عن منكلي بغا المذكور واستمر بها متعللا نحو ثلاثة شهور.
قرأت في تاريخ الإمام البارع أبي محمد الحسن بن حبيب رحمهالله تعالى قال سنة خمس وستين وسبعمائة : وفيها توفي الأمير سيف الدين قطلوبغا الأحمدي نائب السلطنة بحلب ، أمير ذكره جميل وباعه طويل ، وطباعه لطيفة وأعلامه منيفة ، كان مخصوصا بالتكريم مشارا إليه بالتقديم ، معظما في مجالس الدولة ومحافلها معدودا من أعيان المملكة وأماثلها ، ولي النيابة بحلب مرتين وظفر من ركوب شهبائها ورعاية دهمائها بمسرتين ، لكن خانته الأيام واستولت عليه الأسقام ، واستمر ملقى على فراش الضنى إلى أن أحالت المنية بينه وبين المنى ، وكانت وفاته بحلب تغمده الله تعالى برحمته.
سنة ٧٦٦
قال في روض المناظر : في هذه السنة تولى الأمير جرجي نيابة حلب عوضا عن أشقتمر.
سنة ٧٦٧
قال ابن إياس : في هذه السنة رسم السلطان لنائب حلب بأن يأخذ العساكر الحلبية ويتوجه إلى حصار قلعة خرت برت من أعمال ديار بكر ، فسار إليها وحاصرها نحوا من أربعة أشهر ، فطلب أهلها الأمان ونزلوا طائعين ، فأرسل نائب حلب يعلم السلطان بذلك ، فأرسل إليه السلطان خلعة بأن يستقر بنيابة قلعة خرت برت على عادته ويحلفه أيمانا عظيمة بأنه لا يرجع يخامر ولا يعصي السلطان.
انكسار الإفرنج على أياس
قال بيشوف في آخر تحف الأنباء نقلا عن درة الأسلاك : توجه الأمير سيف الدين منكلي بغا نائب السلطنة بحلب وصحبته العساكر الحلبية إلى مدينة أياس حين بلغهم أن الإفرنج قصدوها في مائة قطعة من المراكب وأقبلوا عليها ، فلما وصلوا وجدوهم قد برزوا إلى الساحل ودخلوا المدينة وانهزم أهلها ونهبوا الأمتعة والأقوات فتقدمت العساكر لقتالهم ومحوا