وفاة أبيه ، واستقر في كتابة السر بحلب جمال الدين إبراهيم بن الشهاب محمود عوضا عن الشريف شهاب الدين بن قاضي العسكر وقدم الشريف إلى القاهرة اه.
سنة ٧٥٣
ذكر عصيان الأمير بيبغا أروس نائب حلب وقصده دمشق
قال في روض المناظر : في هذه السنة سار بيبغا أروس نائب حلب ومعه قراجا بن دلغادر التركماني (صاحب البستان ومرعش) إلى مصر طالبا للملك بنفسه ، وانجرت معه عساكر عظيمة منها نائب طرابلس ونائب حماة ونائب صفد ، فخرج إليه السلطان الملك الصالح بعساكره ، فلما بلغه ذلك رجع من قبلي دمشق إلى جهة حلب فمنع عنها وتشتت شمله وتفرقوا أيادي سبا واستقر نائبا بحلب عوضه الأمير أرغون الكاملي اه.
وذكر ابن إياس في حوادث هذه السنة هذا الخبر بأبسط من هذا فقال : جاءت الأخبار من حلب بأن الأمير بيبغا أروس قد خرج عن الطاعة وأظهر العصيان ، وكذلك الأمير بكلمش نائب طرابلس ، وكذلك الأمير أحمد نائب حماة ، وكذلك الأمير ألطنبغا برقاق نائب صفد ، فأرسل نائب الشام الأمير أرغون الكاملي يخبر السلطان بما قد جرى من النواب. ثم بعد ذلك بأيام يسيرة جاءت الأخبار بأن نائب حلب وصل إلى الشام وحاصر المدينة ، فلما رأى نائب الشام عين الغلبة هرب تحت الليل هو ومماليكه وتوجه إلى نحو غزة فأقام بها وأرسل يعلم السلطان والأمراء بذلك ، ثم جاءت الأخبار بأن بيبغا أروس لما دخل إلى الشام وقف تحت القلعة ومعه من تقدم ذكرهم من النواب فاستعرض هناك العسكر الشامي والعسكر الحلبي ، فكان مع الأمير بيبغا أروس من النواب والأمراء نحو ستين أميرا غير العساكر الحلبية والشامية وغير ما التف عليه من العربان والعشائر فقويت شوكته ، فلما فرغ من العرض نزل عند قبة بيبغا وأرسل إلى نائب قلعة دمشق وهو الأمير أياجي يطلب منه أميرا كان مسجونا بقلعة دمشق ، فأرسل إليه الأمير أياجي يعتذر له عن ذلك بأن هذا في سجن السلطان ولا أقدر على إطلاقه من السجن إلا بمرسوم السلطان ، ثم إن نائب قلعة دمشق حصن القلعة تحصينا عظيما وركب عليها المكاحل بالمدافع وأرسل يقول لأهل المدينة : لا تفتحوا دكانا ولا سوقا ولا تبيعوا على عسكر حلب شيئا ، فلما بلغ الأمير بيبغا أروس ذلك اشتد به الغضب وأمر عسكره بأن ينهبوا ضياع دمشق والبساتين ويقطعوا