ثم قال : وخرجت هذه السنة وقراسنقر قد أظهر الشقاق وانضم إلى مهنّا بن عيسى أمير العرب وهو متردد في البراري على شاطىء الفرات والحكم بحلب إلى المشدين والنظار وليس بها نائب.
سنة ٧١٢
ما كان من أمر قراسنقر والأفرم وسيرهما إلى التتر
قال أبو الفداء : وفي هذه السنة قصد آقوش الأفرم نائب السلطنة بالفتوحات أن يحدث خلافا وأن يجمع الناس عليه ، فهرب إليه حموه أيدمر الزمر الزردكاش من دمشق وانضم إليه من لايق به وسار من دمشق واجتمع بالأفرم بالساحل وقصدوا من عسكر الساحل ومن غيرهم الموافقة لهم على ضلالهم فلم يوافقهم أحد ، فلما رأى الأفرم ذلك هرب من الساحل وخرج على حمية وعبر على الغولة بين دمشق وحمص وسار إلى البرية واجتمع بقراسنقر في شهر المحرم من هذه السنة. وكان بعض العساكر مع الأمير سيف الدين أركتمر على حمص فساق خلف الأفرم فلم يلحقه ، وكان على حلب العسكر المقدم ذكره في السنة الماضية صحبة الأمير سيف الدين أرغون الدوادار. فلما بلغنا هروب الأفرم واجتماعه بقراسنقر وهم قريب سلمية وقع آراء الأمراء على الرحيل من حلب والمسير إلى جهة حمص وسلمية ، فرحل الأمير سيف الدين أرغون الناصري والأمير حسام الدين قرالاجين ومؤلف هذا المختصر بعسكر حماة من حلب وسرنا ووصلنا إلى حماة في ثاني عشر المحرم من هذه السنة ، ووصلت باقي العسكر وسرنا من حماة في يوم الثلاثاء خامس عشر المحرم الموافق الثامن والعشرين من أيّار ونزلنا بظاهر سلمية. وقصد قراسنقر والأفرم كبس العسكر بالليل لظنهما أن فيهم مخامرين وأنهم يوافقونهم على ذلك ، فلم يوافقهم أحد على ذلك ، فرجعوا عن ذلك وسار قراسنقر والأفرم ومن معهما إلى جهة الرحبة فاتفق آراء الأمراء على تجريد عسكر في إثرهم فجردوا العبد الفقير إسماعيل بن علي بعسكر حماة ، وكذلك جردوا من المصريين الأمير سيف الدين (قلى) بمقدمته وغيره من المقدمين المصريين والمقدمين الدماشقة ، فسرنا من سلمية في يوم الخميس سابع عشر المحرم من هذه السنة إلى القسطل ثم إلى قديم ثم إلى عرض ثم إلى قباقب ثم إلى الرحبة ، ووصلنا إليها في يوم الأحد الثامن والعشرين من المحرم. فلما وصلنا إلى الرحبة اندفع قراسنقر ومن معه إلى جهة رومان قريب