وفاة الملك المعظم مظفر الدين كوكبوري صاحب إربل
قال أبو الفداء في حوادث هذه السنة : وفيها توفي مظفر الدين كوكبوري بن زين الدين علي كجك.
آثاره وآثار أبيه بحلب
قال في الدر المنتخب : خانقاه الملك المعظم مظفر الدين كوكبوري بن زين الدين علي كوجك صاحب إربل بالسهيلة ، وهي الآن معروفة بسويقة حاتم بالقرب من الجامع الكبير اه.
أقول : موقع هذه الخانقاه في أوائل الزقاق المعروف الآن بزقاق الفرن وهي عن يمينك إذا قدمت من جهة الجامع الكبير داخل بوابة طويلة ينزل إليها بعدة درجات ولذا قل من يعرفها. ولها قبلية صغيرة أمامها قبو وأمام القبو صحن طوله مع القبو تسعة أمتار وعرضه ثمانية. وفي الجهة الشرقية ثلاث حجر في داخل الوسطى منهن حجرة صغيرة فيها قبر لم أعلم صاحبه ، وفي الجهة الشمالية حجرة مستطيلة ، وفي الغربية حجرتان والجميع مقبو ، ومنذ سنين غير معلومة تغلب الجيران فبنوا فوق هذه الحجر بيوتا ومطابخ حتى فوق القبلية ، وقد كان المكان المنخفض من البوابة ممتلئا ترابا إلى باب الخانقاه بحيث سد الباب ، فسعى منذ ١٥ سنة الشيخ عمر ابن الشيخ عبد الرؤوف الكيالي وأزال تلك الأتربة وفتح باب الخانقاه ورمم بعضها وصار يسكنها بعض الفقراء ، لكنها لا تصلح لشيء لأنك لا تجد في هذه الحجر ولا في القبلية إلا بعض المنافذ ، والشمس لا تعرفها مطلقا. وقد تمكنت بعد عناء من قراءة الكتابة التي على بابها وهي :
(البسملة) جدد في دولة مولانا الملك الظاهر غياث الدنيا والدين أبو المظفر الغازي ابن الملك الناصر يوسف بن أيوب خلد الله ملكه وقدس روح الواقف الأمير الكبير المجاهد زين الدين علي بن بكتكين وأبقا ولده الملك المعظم مظفر الدين أدام الله أيامه في سنة (التاريخ ذاهب) وذلك بتولي الجابي الفقير إلى ربه محمد بن سليمان التيزيني رحمهالله.
من هذه الكتابة ومما قاله في الدر المنتخب ظهر لي أن الباني الأول هو زين الدين علي بن بكتكين المتوفى سنة ٥٦٣ والمجدد هو ولده الملك المعظم مظفر الدين كوكبوري المتوفى