نائبه في السلطنة حسام الدين لاجين الذي كان مستترا بسبب قتل السلطان الملك الأشرف.
ذكر إسلام قازان خان ملك التتر
قال أبو الفداء : في هذه السنة في ذي الحجة استقر قازان خان بن أرغون بن أبغا ابن هولاكو بن طلو بن جنكز خان في المملكة.
قال ابن خطيب الناصرية في ترجمته : غازان واسمه بالعربي محمود ، ولي أمر الملك بالبلاد الشرقية في سنة أربع وتسعين وستمائة عوضا عن القان بيدو بن طرغاي بن هولاكو ، وكان وزيره ومدبر مملكته زوج عمته الأمير نوروز التركي فحرضه على الإسلام فأسلم في شعبان من هذه السنة بخراسان على يد الشيخ الكبير المحدث صدر الدين إبراهيم بن الشيخ عبد الله بن حموية الجويني وذلك بقرب الري بعد خروجه من الحمام ، وجلس مجلسا عاما فتلفظ بشهادة الحق وهو يبتسم ووجهه يستنير ويتهلل ، وكان شابا أشقر مليحا له إذ ذاك بضع وعشرون سنة ، وضج المسلمون حوله عندما أسلم ضجة عظيمة من المغل والعجم وغيرهم ونثر على الخلق الذهب واللؤلؤ وكان يوما مشهودا ، وفشا الإسلام في حاشيته بتحريض الأمير نوروز المذكور ، فإنه كان مسلما خيرا صحيح الإسلام يحفظ كثيرا من القرآن والرقايق والأذكار ، ثم شرع نوروز يلقن الملك غازان شيئا من القرآن ويجتهد عليه ودخل رمضان فصامه ، ولو لا هذا الفوز الذي حصل له في الإسلام وإلا كان قد استباح الشام لما غلب عليه فلله الحمد والمنة اه. وسيأتيك خبر مجيئه إلى هذه البلاد سنة ٦٩٩.
وقال ابن كثير : في هذه السنة ملك التتار قازان بن أرغون فأسلم وأظهر الإسلام على يد الأمير نوروز رحمهالله تعالى ودخلت التتر أو أكثرهم في الإسلام ونثر الذهب واللؤلؤ والفضة على رؤوس الناس يوم إسلامه ، وتسمى بمحمود وشهد الجمعة والخطبة وخرب كنائس كثيرة وضرب عليهم الجزية ورد مظالم كثيرة ببغداد وغيرها من البلاد ، وظهرت السبح والهياكل مع التتر والحمد لله وحده اه.