المجردين ليقطعوا عليهم الطريق ، ففاتهم قبجق ومن معه وعبروا الفرات واتصلوا بقازان ملك التتر فأحسن إليهم وأقاموا عنده حتى كان منهم ما سنذكره إن شاء الله تعالى.
سنة ٦٩٨
ذكر قتل الملك المنصور حسام الدين لاجين
وسلطنة الملك الناصر محمد بن قلاوون
في هذه السنة قتل الملك المنصور حسام الدين لاجين ، قتله جماعة من المماليك الصبيان الذين اصطفاهم لنفسه ليلة الجمعة حادي عشر ربيع الآخر. وأقيم في السلطنة الملك الناصر محمد بن قلاوون وهي سلطنته الثانية.
ما احتج به قازان ملك التتر في قصده هذه البلاد أيضا
قال أبو الفداء : في هذه السنة أرسل سيف الدين بلبان الطباخي [نائب السلطنة بحلب] عسكرا إلى ماردين فنهبوا ربض ماردين حتى نهبوا الجامع وعملوا الأفعال الشنيعة ، وذلك كان حجة لقازان في قصد البلاد على ما سنذكره.
في هذه السنة في رمضان الموافق لحزيران من شهور الروم جرد الملك المظفر عسكر حماة إلى حلب بسبب حركة التتر إلى جهة الشام ، فسرنا من حماة إلى المعرة. وورد كتاب سيف الدين بلبان الطباخي بتراخي الأخبار ، فعدنا من المعرة إلى حماة فورد كتابه بطلبنا فأعادنا الملك المظفر من حماة في يوم وصولنا إليها وهو يوم الأربعاء سابع عشر رمضان وحزيران فسرنا ودخلنا حلب في الثاني والعشرين من رمضان من هذه السنة ، ثم أرسل الملك المظفر وطلبني من نائب السلطنة بمفردي فأعطاني سيف الدين بلبان الطباخي دستورا فسرت إلى حماة إلى خدمة ابن عمي الملك المظفر واستمر أخواي وغيرهما من الأمراء والعسكر مقيمين بحلب ، وأقمت أنا عند الملك المظفر بحماة اه.
ثم قال : وفيها سار مولانا السلطان الملك الناصر من الديار المصرية بعساكر مصر إلى بلاد غزة وأقام بها حتى خرجت هذه السنة.