قال العماد في الخريدة : فسارت هذه القطعة ونمي حديثها إلى نور الدين فاستنشدنيها فأنشدته إياها ونحن سائرون في واد كبير مع بيتين بدهت بهما في الحال وهما :
وبالملك العادل استأنست |
|
نجاحا منى كل مستوحش |
وما في الأنام كريم سواه |
|
فإن كنت تنكر ذا فتش |
سنة ٥٦٩
وفاة الملك العادل نور الدين الشهيد محمود بن زنكي
قال ابن الأثير : في هذه السنة توفي نور الدين محمود بن زنكي بن آقسنقر صاحب الشام وديار الجزيرة ومصر يوم الأربعاء حادي عشر شوال بعلة الخوانيق ، ودفن بقلعة دمشق ، ونقل منها إلى المدرسة التي أنشأها بدمشق عند سوق الخواصين. ومن عجيب الاتفاق أنه ركب ثاني شوال وإلى جانبه بعض الأمراء [هو كما في الروضتين همام الدين مودود والي حلب في أول دولة نور الدين] فقال له الأمير : سبحان من يعلم هل نجتمع هنا في العام المقبل أم لا ، فقال نور الدين : لا تقل هكذا بل سبحان من يعلم هل نجتمع بعد شهر أم لا ، فمات نور الدين بعد أحد عشر يوما ومات الأمير قبل الحول فأخذ كل منهما بما قاله.
ثم قال : وكان أسمر طويل القامة ليس له لحية إلا في حنكه وكان واسع الجبهة حسن الصورة مليح العينين. وكان قد اتسع ملكه جدا وخطب له بالحرمين الشريفين وباليمن لما دخلها شمس الدولة بن أيوب وملكها. وكان مولده سنة إحدى عشرة وخمسمائة ، وطبق ذكره الأرض بحسن سيرته وعدله.
وقال ابن كثير في وفيات سنة خمسمائة وتسعة وستين : إن نور الدين ولد وقت طلوع الشمس يوم الأحد السابع عشر من شوال سنة إحدى عشرة وخمسمائة بحلب ونشأ في كفالة والده صاحب حلب والموصل. وهذا سهو فإن والده زنكي ملك حلب في سنة اثنتين وعشرين كما تقدم ، ولم نقف على ما يفيد أنه أتى حلب في سنة إحدى عشرة وخمسمائة.