وقال في وصفه لحصن الشّغر :
ثم سافرت إلى حصن الشغر بكاس ١ وهو منيع في رأس شاهق ، أميره سيف الدين الطنطاش فاضل وقاضيه جمال الدين بن شجرة من أصحاب ابن تيمية.
وقال في وصفه لمدينة صهيون :
ثم سافرت إلى مدينة صهيون وهي حسنة ، بها الأنهار المطردة والأشجار المورقة ، ولها قلعة جيدة ، وأميرها يعرف بالإبراهيمي وقاضيها محي الدين الحمصي ، وبخارجها زاوية في وسط بستان فيها الطعام للوارد والصادر ، وهي على قبر الصالح العابد عيسى البدوي رحمهالله وقد زرت قبره.
وقال في وصفه لحصن القدموس ومصياف وغيره :
ثم سافرت منها فمررت بحصن القدموس ثم بحصن المنيقة ثم بحصن العليقة ثم بحصن مصياف ثم بحصن الكهف ، وهذه الحصون لطائفة يقال لها الإسماعيلية ويقال لهم الفداوية ، ولا يدخل عليهم أحد من غيرهم وهم سهام الملك الناصر بهم يصيب من يعدو عنه من أعدائه بالعراق وغيرها ، ولهم المرتبات ، وإذا أراد السلطان أن يبعث أحدهم إلى اغتيال عدو له أعطاه ديته فإن سلم بعد تأتي ما يراد منه فهي له وإن أصيب فهي لولده ، ولهم سكاكين مسمومة يضربون بها من بعثوا إلى قتله ، وربما لم تصح حيلهم فقتلوا كما جرى لهم مع الأمير قراسنقور ، فإنه لما هرب إلى العراق بعث إليه الملك الناصر جملة منهم فقتلوا ولم يقدروا عليه لأخذه بالحزم.
سنة ٧٣١
ذكر وصول نهر الساجور إلى حلب
قال في روض المناظر : نهار الأربعاء تاسع صفر وصل نهر الساجور إلى حلب فزيد به نهر قويق (٢) بساقية بناها الأمير أرغون الدوادار ، وكان يوم وصوله يوما مشهودا خرج
__________________
١ ـ بكاس : قلعة تقابل قلعة الشغر. قال ياقوت : بينهما واد كالخندق يقال له الشغر وبكاس ، معطوف ولا يكادون يفردون واحدة منهما.
(٢) انظر في حوادث سنة ١١٤٩.