سنة ٧٥٠
ذكر نيابة قطليجا الحموي ثم نيابة أرغون الكاملي
قال في روض المناظر : وفي هذه السنة ولي الأمير أرغون الكاملي نيابة حلب عوضا عن قطليجا الحموي ، وكان قد وليها نحو شهر ومات.
قال المقريزي : مات في هذه السنة الأمير قطليجا الحموي ، أصله مملوك المؤيد صاحب حماة فبعثه إلى الناصر محمد وترقى حتى صار من جملة الأمراء ، ثم ولي نيابة حماة ونقل إلى نيابة حلب فأقام بها أياما ومات ، وكان سيىء السيرة.
وفيها توفي الحاج أرقطاي الناصري ، باشر نيابة حمص ثم صفد ثم طرابلس ثم حلب ثم مصر ثم حلب ثم دمشق ، فتوجه من حلب إليها ومات بعين المباركة وحمل إلى حلب ودفن بتربة سودي ، وكان يحب حلب فأنشد فيه :
قالوا أرقطاي مات قلت فهل |
|
في الموت بعد الحياة من عجب |
ما مات من فرحة بنقلته |
|
بل مات من حزنه على حلب |
وكان عمره سبعين سنة.
قال المقريزي في حوادث هذه السنة : ومات الأمير أرقطاي المنصوري بظاهر حلب وهو متوجه إلى دمشق عن نحو ثمانين سنة يوم الأربعاء خامس جمادى الأولى ، وأصله من مماليك المنصور قلاوون رباه الطواشي فاخر أحسن تربية إلى أن توجه الناصر محمد بن قلاوون إلى الكرك كان معه ، فلما عاد إليه ملكه جعله من جملة الأمراء ، ثم سفّره صحبة الأمير تنكز نائب الشام وأوصاه ألا يخرج عن رأيه ، فأقام عنده مدة ثم تنكر عليه فولاه نيابة حمص مدة سنتين ونصف ، ثم نقله لنيابة صفد فأقام بها ثماني عشرة سنة ، وقدم مصر فأقام بها عدة سنين وجرد إلى أياس ، ثم ولي نيابة طرابلس ومات الناصر وهو بها ، ثم قدم مصر وقبض عليه ثم أفرج عنه وأقام مدة ، ثم ولي نيابة حلب ، ثم طلب إلى مصر وصار رأس الميمنة ، ثم ولي نيابة السلطنة نحو سنتين ، ثم أخرج لنيابة حلب فأقام بها مدة ، ثم نقل لنيابة الشام فمات في طريقه لدمشق فدفن بحلب ، وكان مشكور السيرة اه.
قال : واستقر نجم الدين محمد الزرعي في قضاء القضاة الشافعية بحلب بعد وفاة نجم الدين عبد القاهر بن أبي السفاح فيها.