توجه العساكر الحلبية لاسترجاع مدينة سيس
قال ابن إياس : في هذه السنة جاءت الأخبار من حلب بأن الأرمن ملكوا مدينة سيس وطردوا من كان بها من المسلمين ، فرسم السلطان لنائب حلب بأن يتوجه إليهم ومعه العساكر الحلبية ، فخرج إليهم في سابع عشري رمضان فحاصر من كان بها من الأرمن وحرق الضياع التي حولها وأسر جماعة من الأرمن نحو ثلثمائة إنسان ، فلما بلغ ذلك من كان من الأرمن بقلعة أياس ثاروا على من كان عندهم من المسلمين وحشروهم في خندق وأحرقوا الخندق فاحترق فيه من المسلمين نحو ألفي إنسان ما بين رجال ونساء وصغار وذلك في يوم العيد ، فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
قال ابن الوردي : كان العسكر عشرة آلاف سوى من تبعهم ، فلما علم أهل أياس بذلك [أي بما أحرق من الضياع وما أسر] أحاطوا بمن عندهم من المسلمين التجار وغيرهم وحبسوهم في خان ثم أحرقوه فقل من نجا ، فعلوا ذلك بنحو ألفي رجل من التجار البغاددة وغيرهم في يوم عيد الفطر ، فلله الأمر اه.
وفاة مهنا أمير العرب وآثاره
وقال : وفيها مات حسام الدين مهنا بن عيسى أمير العرب وحزن عليه آله وأقاموا مأتما بليغا ولبسوا السواد ، أناف على الثمانين وله معروف ، من ذلك مارستان جيد بسرمين ، ولقد أحسن برجوعه إلى طاعة سلطان الإسلام قبل وفاته ، وكانت وفاته بالقرب من سلمية اه.
وقال في حوادث السنة التي قبلها : وتوجه مهنا بن عيسى أمير العرب إلى طاعة السلطان بعد النفرة العظيمة عنه سنين ومعه صاحب حماة الملك الأفضل ، فأقبل السلطان على مهنا وخلع عليه وعلى أصحابه مائة وستين خلعة ورسم له بمال كثير من الذهب والفضة والقماش وأقطعه عدة قرى وعاد إلى أهله مكرما اه.
سنة ٧٣٦
العمل في نهر قلعة جعبر
قال ابن الوردي : في هذه السنة في المحرم نزل نائب الشام الأمير سيف الدين تنكز بعسكر الشام إلى قلعة جعبر وتفقدها وقرر قواعدها.