وإن بلادا أنجدتك ملوكها |
|
لأجدر أن يرجو نداك فقيرها |
وقال ابن سعدان الحلبي يذكر فتح آمد :
فيا ساكني الرعناء من سفح آمد |
|
أرى عارضا ينهل بالموت هاطله |
لئن غضبت يوما عليكم عروشها |
|
فهذا ابن أيوب وهذي معاقله |
ولو رامها يوما سواه لقطّعت |
|
أباهره من دونها وأباجله |
وابن تيسان كان مدبر آمد ورئيسها والقائم بأمرها. وقول ابن سعيد (وملكت ما ملكت) يشير به إلى ما وهبه صلاح الدين من الخزائن والذخائر التي وجدت بها وكانت شيئا كثيرا لا يدخل تحت الحصر إلى نور الدين محمد بن قرا أرسلان الذي سلمه آمد كما تقدم.
سنة ٥٧٩
ذكر استيلاء صلاح الدين على تل خالد وعينتاب وحلب
قال في الروضتين : ثم رحل السلطان من آمد وعبر الفرات لقصد حلب وولايتها ، فتسلم في طريقه تل خالد بالرعب ولم تكن منهم بالقرب فأقر أهلها فيها ، ثم نزل على عينتاب فبادر صاحبها ناصح الدين محمد بن خمارتكين إلى خدمة السلطان فأعاده إلى مكانه بالإحسان.
وقال ابن أبي طي : تسلم السلطان تل خالد في رابع عشر المحرم وسلمها إلى بدر الدين دلدرم ، ثم سار إلى حلب فنزل عليها في سادس عشر المحرم وكان أول نزوله في الميدان الأخضر ، وسير المقاتلة يقاتلون ويباسطون عسكر حلب ببانقوسا وباب الجنان غدوة وعشية ، وفي يوم نزوله جرح أخوه تاج الملوك. وكان عماد الدين زنكي قبل ذلك قد خرج وخرب قلعة أعزاز في تاسع جمادى الأولى سنة ثمان وسبعين وخرب حصن كفرلاثا وأخذها من بكمش ، فإنه كان قد صار مع السلطان وقاتل تل باشر فلم يقدر عليها ، وجرت غارات من الفرنج في البلاد بحكم اختلاف العساكر. قال : ولما نزل السلطان على حلب استدعى العساكر من الجوانب فاجتمع خلق كثير وقاتلها قتالا شديدا ، وتحقق عماد الدين زنكي