وفي هذه السنة وصل غياث الدين كيخسرو بن قليج أرسلان السلجوقي صاحب بلاد الروم إلى مرعش لقصد بلاد ابن لاوون الأرمني وأرسل إليه الملك الظاهر ، نجدة فدخل كيخسرو إلى بلاد ابن لاوون وعاث فيها ونهب وفتح حصنا يعرف بفرقوس اه.
الكلام على نهر حلب المسمى بقويق وعلى قناة حلب
وإصلاح مجراها من حيلان إلى حلب في هذه السنة
قال أبو الفداء : وفي هذه السنة أمر الملك الظاهر صاحب حلب بإجراء القناة من حيلان إلى حلب وغرم على ذلك أموالا كثيرة وبقي البلد يجري الماء فيه اه.
ويجدر أن نتكلم هنا على نهر حلب وأصل منبعه ونتبع ذلك بالكلام على قناتها ، ثم نذكر تفاصيل الأعمال التي قام بها الملك الظاهر غازي في إجراء القناة من حيلان إلى حلب في هذه السنة فنقول :
قال في الدر المنتخب : قال ابن شداد : أما نهرها فاسمه نهر قويق ١ ، وله مخرجان شاهدتهما وبين حلب وبينهما أربعة وعشرون ميلا ، أحدهما في قرية يقال لها الحسينية بالقرب من أعزاز يخرج الماء منها من عين كبيرة فتجري في نهر ، ويخرج بين جبلين حتى يقع في الوطأة التي قبلي الجبل الممتد من بلد أعزاز شرقا وغربا ، والمخرج الأخير يجتمع من عيون ماء من سنياب ومن بعض قرى حولها من بلد الراوندان ، فتجمع مياه تلك الأعين وتجري في نهر خارج من فم فج سنياب فيقع في الوطأة المذكورة ، ويجتمع النهران فيصيران نهرا واحدا في بلد أعزاز وهو نهر قويق ، ثم يجري إلى دابق ويمر بمدينة حلب ويمده عيون قبل وصوله إليها ، وتدور به الأرحاء بقرية مالد من شمالي حلب ، ثم يمده عيون أخر بعد أن يتجاوز حلب أيضا منها عين المباركة فيقوى بها ويزيد ويسقي في طريقه مواضع كثيرة حتى ينتهي إلى قنسرين ، ثم يمر في المطخ فيغيض في الأجم. وحكى جماعة أن نهر قويق يغيض في المطخ ويخرج إلى بحيرة أفامية ، وأن قويقا إذا مد في الشتاء احمر ماء أفامية ، فاستدلوا بذلك على ما ذكروه. والمسافة بين مغيضه وأفامية مقدار أربعة عشر ميلا.
قال : وقال أبو الحسين بن المناري في كتابه المسمى بالحافظ : مخرج قويق نهر حلب من قرية تدعى سنياب على سبعة أميال من دابق يمر إلى حلب ثمانية عشر ميلا ثم إلى قنسرين اثني عشر ميلا ثم إلى المرج الأحمر اثني عشر ميلا ، ثم يفيض في الأجمة ،
__________________
١ ـ (يعني تصغير قاق). إضافة من الدر المنتخب.