توجّه العساكر إلى بلاد سيس
قال المقريزي في تاريخه السلوك إلى معروفة الملوك (١) : وفي خامس عشر شعبان توجهت التجريدة إلى بلاد سيس وخراب مدينة أياس ، وسبب ذلك وصول رسول القان موسى وعلي بادشاه بطلب النجدة على الشيخ حسن وطغاي بن سوتاي وأولاد دمرداش (الطرفان من ملوك الشرق في فارس وتلك النواحي) ليكون علي بادشاه نائب السلطنة ببغداد ، فاستشار السلطان نائب الشام والأمراء فاستقر الرأي على تجريد العسكر نحو سيس فإن تكفور نقض الهدنة بقبضه على عدة مماليك وأرسلهم إلى مدينة أياس وقطع الحمل المرتب عليه فلم يعلم خبرهم ويكون في ذلك إجابة علي بادشاه إلى ما قصده من نزول العسكر قريبا من الفرات مع معرفة الشيخ حسن بأنّا لم نساعد علي بادشاه وإنما بعشا العسكر لغزو سيس وعمل مقدم العسكر الأمير أرقطاي ويكون في الساقة ومقدمه الجاليش صحبة الأمير طوغاي الطباخي ومعهما من الأمراء قباتمر وبيدمر البدري وتمر الموساوي وقطلوبغا الطويل وجركتمر بن بهادر وبيبغا تتر حارس الطير ، ومن أمراء الشام قطلوبغا الفخري مقدم الجيش الشامي ، وكتب بخروج عسكر دمشق وحماة وحلب وحمص وطرابلس إلى ناحية جعبر ، فإذا وصل عسكر مصر إلى حلب عادت عساكر الشام ثم مضوا جميعا إلى سيس فيكون في ذلك صدق ما وعد به علي بادشاه وبلوغ الغرض من غزو سيس ، فسار العسكر من القاهرة.
قال ابن الوردي : وفيها في رمضان المعظم وصل إلى حلب من مصر عسكر حسن الهيئة مقدمه الحاج أرقطاي وعسكر من دمشق مقدمهم قطلبغا الفخري وعسكر من طرابلس مقدمه بهادر بن عبد الله وعسكر من حماة مقدمه الأمير صارم الدين أزبك والمقدم على الكل ملك الأمراء بحلب علاء الدين ألطنبغا ، ورحل بهم إلى بلاد الأرمن في ثاني شوال منها ونزل على مينا أياس وحاصرها ثلاثة أيام ، ثم قدم رسول الأرمن من دمشق ومعه كتاب نائب الشام بالكف عنهم على أن يسلموا البلاد والقلاع التي شرقي نهر جيحان ، فتسلموا
__________________
(١) ظفرت بجزء من هذا التاريخ عند الخواجات بوخه العائلة المشهورة في حلب وهو مرتب على السنين وفيه حوادث من هذه السنة إلى سنة ٧٥٣ حوادث سبع عشرة سنة ، وهو في ١٤١ ورقة وقد التقطت منه ماله علاقة بتاريخ هذه البلاد في هذه السنين وهو تاريخ لمصر. وأصل الكتاب فيه من حوادث سنة ٥٧٧ إلى سنة ٨٤٤ ، فعلى هذا يكون مجموع هذا التاريخ في نحو عشرة مجلدات. انظر كشف الظنون.