ومما يحكى عن أخبار عسكر تمرلنك فيما فعلوه بعسكر حلب قيل : كانوا يطؤون الأبكار في محراب المساجد وآباؤهن يشاهدون ذلك بعينهم. ولقد حكى من أسر معهم أنهم من حين استولوا على حلب إلى حين رحلوا عنها لم يسمع في عسكرهم أذان وأنهم يجامعون النساء في المحيض ولا يعاودون الوطء إلا بعد اغتسال ولو كان في قلب الشتاء بالماء البارد. وقيل : إن تمرلنك كان يحتجب عن عسكره نحو أسبوعين فلا يجتمع على أحد من عسكره وينعكف على شرب الخمور ، ففي مدة انعكافه تنهب عساكره البلاد ويفسقون في أهليها فلم يجدوا من يمنعهم عن ذلك ولا يردهم فيستمروا على ذلك.
أسئلة تيمور لنك والجواب عنها من القاضي ابن الشحنة
قال المحب أبو الوليد بن الشحنة في آخر تاريخه روض المناظر : وفي يوم الثلاثاء رابع عشر ربيع الأول أخذ القلعة بالأمان والأيمان التي ليس معها إيمان ، وفي ثاني يوم صعد إليها ، وآخر النهار طلب علماءها وقضاتها فحضرنا إليه فأوقفنا ساعة ثم أمر بجلوسنا ، وطلب من معهم من أهل العلم فقال لأمير عنده وهو المولى عبد الجبار ابن العلامة نعمان الدين الحنفي والده من العلماء المشهورين بسمرقند : قل لهم إني سائلكم عن مسألة سألت عنها علماء سمرقند وبخارى وهراة وسائر البلاد التي افتتحتها ولم يوضحوا الجواب ، فلا تكونوا مثلهم ولا يجاوبني إلا أعلمكم وأفضلكم ، وليعرف ما يتكلم به فإني خالطت العلماء ولي بهم اختصاص وألفة ، ولي في طلب العلم طلب قديم. وكان بلغنا أنه يعنت العلماء في الأسئلة ويجعل ذلك سببا لقتلهم أو تعذيبهم.
فقال القاضي شرف الدين موسى الأنصاري الشافعي عني : هذا شيخنا ومدرّس هذه البلاد ومفتيها ، سلوه والله المستعان.
فقال لي عبد الجبار : سلطاننا يقول : إنه بالأمس قتل منا ومنكم ، فمن الشهيد قتيلنا أم قتيلكم؟ فوجم الجميع وقلنا في أنفسنا هذا الذي بلغنا عنه من التعنت ، فسكت القوم وفتح الله علي بجواب سريع بديع وقلت : هذا سؤال سئل عنه رسول الله صلىاللهعليهوسلم وأجاب عنه ، وأنا مجيب بما أجاب به سيدنا رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، قال لي صاحبي القاضي شرف الدين موسى الأنصاري بعد أن انقضت الحادثة : والله العظيم ، لما قلت هذا السؤال سئل عنه رسول الله صلىاللهعليهوسلم وأجاب عنه وإنه لمحدث