العزيز صاحب حلب ، وكان قد عقد نكاحه عليها ، وجاء بها في رمضان من السنة ، ولما وصل كان قد استقل الملك العزيز بنفسه ورفعوا عنه الحجر ، ونزل الأتابك طغرل من القلعة إلى داره تحت القلعة ، واستولى على الملك العزيز جماعة من الشبان الذين كانوا يعاشرونه ويجالسونه فاشتغل بهم ، ولم ير القاضي أبو المحاسن وجها يرتضيه فلازم داره إلى حين وفاته اه.
سنة ٦٣٠
ذكر استيلاء الملك العزيز محمد بن الظاهر
صاحب حلب على شيزر
قال أبو الفداء : وكانت شيزر بيد شهاب الدين يوسف بن مسعود بن سابق الدين عثمان بن الداية ، وكان سابق الدين عثمان بن الداية المذكور وإخوته من أكابر أمراء نور الدين محمود بن زنكي ، ثم اعتقل الملك الصالح إسماعيل بن نور الشهيد سابق الدين عثمان ابن الداية وشمس الدين أخاه ، فأنكر السلطان صلاح الدين عليه ذلك وجعله حجة لقصد الشام وانتزاعه من الملك الصالح إسماعيل ، فاتصل أولاد الداية بخدمة السلطان صلاح الدين وصاروا من أكبر أمرائه. وكانت شيزر إقطاع سابق الدين المذكور فأقره السلطان صلاح الدين عليها وزاده أبا قبيس لما قتل صاحبها حمار دكن ، ثم ملك شيزر بعده ولده مسعود بن عثمان حتى مات وصارت لولده شهاب الدين يوسف المذكور إلى هذه السنة ، فسار الملك العزيز صاحب حلب بأمر الملك الكامل وحاصر شيزر ، وقدم إليه وهو على حصارها الملك المظفر محمود صاحب حماة مساعدا له ، فسلم شهاب الدين يوسف شيزر إلى الملك العزيز ونزل إلى خدمته فتسلمها في هذه السنة. وهنّأ الملك العزيز يحيى بن خالد بن القيسراني بقوله :
يا مالكا عم أهل الأرض نائله |
|
وخص إحسانه الداني مع القاصي |
لما رأت شيزر آيات نصرك في |
|
أرجائها ألقت العاصي إلى العاصي |
ثم ولى الملك العزيز على شيزر وأحسن إلى الملك المظفر محمود صاحب حماة ورحل كل منهما إلى بلده.