عزيز المنتمى عالي المراقي |
|
بعيد المرتمى غالي المسامي |
وهي طويلة أيضا.
قال في الروضتين : قال الرئيس أبو يعلى : توجه نور الدين إلى ناحية حلب في بعض عسكره في الرابع والعشرين من صفر عند انتهاء خبر الفرنج إليه بعيثهم في أعمال حلب وإفسادهم ، وصادفه في طريقه المبشر بظفر عسكره الحلبي بالإفرنج المفسدين على حارم وقتل جماعة منهم وأسرهم ، ووصل مع المبشر عدة وافرة من رؤوس الفرنج المذكورين وطيف بها في دمشق ، قال : وعاد نور الدين إلى دمشق في بعض أيام رمضان بعد تهذيب حلب وأعمالها وتفقد أحوالها.
قال في الروضتين : في هذه السنة والتي بعدها كثرت الزلازل بالشام [أي بجميع بلاد الشلام] وتواصلت الأخبار من ناحية حلب وحماة بانهدام مواضع كثيرة وانهدام برج من أبراج أفامية ، وأما شيزر فإن الكثير من مساكنها انهدام على سكانه بحيث قتل منهم العدد الكثير ، وأما كفر طاب فهرب أهلها خوفا على أرواحهم.
سنة ٥٥٢
الزلازل العظمى
قال في الروضتين : فيها أيضا كثرت الزلازل بالشام في صفر وجمادى الأولى وجمادى الآخرة ، وترادفت الأخبار من ناحية الشمال بأن هذه الزلازل أثرت في حلب تأثيرا أزعج أهلها وأقلقهم ، وكذا في حمص وهدمت مواضع فيها وفي حماة وكفر طاب وأفامية ، وهدمت ما كان بني من مهدوم الزلازل. وتتابعت الزلازل في كثير من البلاد بما يطول به الشرح ، ووردت الأخبار من ناحية الشمال بما يسوء سماعه ويرعب النفوس ذكره بحيث انهدمت حماة وقلعتها وسائر دورها ومنازلها على أهلها من الشيوخ والشبان والأطفال والنسوان وهم العدد الكثير والجم الغفير بحيث لم يسلم منهم إلا القليل اليسير. وأما شيزر (١) فإن ربضها سلم
__________________
(١) قال الجلال السيوطي في كتاب الصلصلة في الزلزلة : أما شيزر فلم يسلم منها أحد إلا امرأة وخادم لها وهلك الباقون. وأما كفر طاب فلم يسلم منها أحد وساخت قلعتها وتل حرب انقسم نصفين فأبدى نواويس وبيوتا كثيرة في وسطه اه.