وعلى الباب الوسطاني في القلعة : (أمر بعمارته بعد دثوره السلطان الأعظم الملك الأشرف صلاح الدنيا والدين خليل محيي الدولة الشريفة العباسية ناصر الملة المحمدية عز نصره).
سنة ٦٩١
ذكر فتوح قلعة الروم وعزل قراسنقر عن حلب
وتولية سيف الدين بلبان الطباخي
قال أبو الفداء : في هذه السنة سار السلطان الملك الأشرف من مصر إلى الشام وجمع عساكره المصرية والشامية ، وسار الملك المظفر محمود وعمه الملك الأفضل إلى خدمته والتقياه بدمشق وسارا في خدمته وسبقاه ، فاهتم الملك المظفر صاحب حماة في أمر الضيافة والإقامة والتقدمة ، ووصل السلطان إلى حماة (إلى أن قال) : وأما العساكر فسارت على السكة إلى حلب ، ثم فصل السلطان إلى حلب وتوجه منها إلى قلعة الروم في العشر الأول من جمادى الآخرة من هذه السنة وهي حصن على جانب الفرات في غاية الحصانة ونصب عليها المجانيق (عند ابن كثير أن المجانيق كانت تزيد على ثلاثين منجنيقا) وهذا الحصار من جملة الحصارات التي شاهدتها ، وكانت منزلة الحمويين على رأس الجبل المطل على القلعة من شرقها وكنا نشاهد أحوال أهلها في مشيهم وسعيهم في القتال وغير ذلك ، واشتدت مضايقتها ودام حصارها وفتحت بالسيف في يوم السبت حادي عشر رجب من هذه السنة وقتل أهلها ونهب ذراريهم ، واعتصم كيناغيلوس خليفة الأرمن المقيم بها في القلة وكذلك اجتمع بها من هرب من القلعة ، وكان منجنيق الحمويين على رأس الجبل المطل على القلة فتقدم مرسوم السلطان إلى صاحب حماة أن يرمي عليهم بالمنجنيق ، فلما وترناه لنرمي عليهم طلبوا الأمان من السلطان فلم يؤمنهم إلا على أرواحهم خاصة وأن يكونوا أسرى ، فأجابوا إلى ذلك وأخذ كيناغيلوس وجميع من كان بقلة القلعة أسرى عن آخرهم ، ورتب السلطان علم الدين سنجر الشجاعي لتحصين القلعة وإصلاح ما خرب منها وجرد معه لذلك جماعة من العسكر وأقام الشجاعي وعمرها وحصنها إلى الغاية القصوى ، ورجع السلطان إلى حلب ثم إلى حماة وقام الملك المظفر بوظائف خدمته ، ثم توجه السلطان إلى دمشق وأعطى الملك المظفر الدستور فأقام ببلده ، وسار السلطان إلى دمشق وصام بها