سنة ٥٥٥
قال في تحف الأنباء : في سنة خمس وخمسين وخمسمائة تاسع ذي القعدة سار ربنلد ملك أنطاكية إلى البلاد التي أخذها نور الدين من جوسلين ونهب البلاد التي كانت بها الأرمن والسريان فقط ، فلما رجع إلى أنطاكية قبل وصوله إليها خرج إليه مجد الدين نائب حلب وصحبته العساكر وحاربه وأخذه أسيرا ووضع في رجليه قيدا وأحضره معه إلى حلب ١ ه.
سنة ٥٥٧
ذكر حصر نور الدين حارم
قال ابن الأثير : في هذه السنة جمع نور الدين محمود بن زنكي العساكر بحلب وسار إلى قلعة حارم وهي للفرنج غربي حلب (قدمنا أخذهم لها سنة ٥٥٣) فحصرها وجد في قتالها ، فامتنعت عليه بحصانتها وكثرة من بها من فرسان الفرنج ورجّالتهم وشجعانهم ، فلما علم الفرنج ذلك جمعوا فارسهم وراجلهم من سائر البلاد وحشدوا واستعدوا وساروا نحوه ليرحلوه عنها ، فلما قاربوه طلب منهم المصاف فلم يجيبوه إليه وراسلوه وتلطفوا الحال معه ، فلما رأى أنه لا يمكنه أخذ الحصن ولا يجيبونه إلى المصاف عاد إلى بلاده ، وممن كان معه في هذه الغزوة مؤيد الدولة أسامة بن مرشد بن منقذ الكناني ، وكان من الشجاعة في الغاية ، فلما عاد إلى حلب دخل إلى مسجد شيزر وكان قد دخله في العام الماضي سائرا إلى الحج ، فلما دخله الآن كتب على حائطه :
لك الحمد يا مولاي كم لك منة |
|
علي وفضل لا يحيط به شكري |
نزلت بهذا المسجد العام قافلا |
|
من الغزو موفور النصيب من الأجر |
ومنه رحلت العيس في عامي الذي |
|
مضى نحو بيت الله والركن والحجر |
فأديت مفروضي وأسقطت ثقل ما |
|
تحملت من وزر الشبيبة عن ظهري |