قد طرح على الناس غصبا ، وقد اشتريت به تقادم إلى الملك الناصر فقال بعض المعريين في ذلك :
طرحوا علينا الملك طرح مصادر |
|
ثم استردوه بلا أثمان |
وإذا يد السلطان طالت واعتدت |
|
فيد الإله على يد السلطان |
وكأنما كاشف هذا القائل فإن مدة السلطان لم تطل بعد ذلك.
سنة ٧٤٦
ذكر وفاة الملك الصالح إسماعيل وسلطنة أخيه شعبان
قال ابن الوردي : وفي ربيع الآخر توفي السلطان الملك الصالح إسماعيل بن الناصر محمد بن قلاوون وجلس مكانه أخوه السلطان الملك الكامل شعبان.
الحرب بين الأمير طرفوش وبين ابن دلغادر
قال المقريزي في كتاب السلوك في حوادث هذه السنة : وقدم الخبر من حلب بوقعة كانت بين ابن دلغادر وبين أمير يقال له طرفوش أقامه الأمير يلبغا اليحياوي ضدا لابن دلغادر وأغراه به ووعده بإمرته على التركمان ، فإلى أن يسير لمحاربته طلب يلبغا من حلب فسار عنها ، واقتتل طرفوش وابن دلغادر فانتصر ابن دلغادر بعد عدة وقايع قتل فيها من الفريقين خلائق ، فلما قدم الأمير أرقطاي إلى حلب تلطف بابن دلغادر حتى أعاده إلى الطاعة ، وما زال يجتهد حتى أصلح بينه وبين طرفوش ، ثم التفت إلى جهة الأمير فياض بن مهنا وقد كثر عيثه وفساده وأخذ قفول التجار وبذل جهده حتى قدم عليه حلب فتلقاه وأنزله وبالغ في إكرامه وأخذ عليه العهود والمواثيق بالإقامة على الطاعة ، ثم جهزه إلى بلاده وكتب بذلك إلى السلطان فسر به سرورا زائدا ، فإنه كان في قلق من أخبار فياض وعلى عزم أن يجرد العسكر إليه ويوري بقصد سيس ، وأخذ فياض في تجهيز القود إلى السلطان وسيره فقدم وفيه سبعون فرسا قامت عليه بألف ألف درهم وخمسون هجينا وعشر مهريات وعبي وغير ذلك ، ثم قدم عقب قوده فأكرمه السلطان وأحسن إليه وأنزله اه.