عنه ، ولما عاد فلّ التتار إلى حلب أخرجوا من فيها من الرجال والنساء ولم يبق إلا من اختفى خوفا على نفسه ، ثم نادوا من كان من أهل حلب فليعتزل ، فاختلط على الناس أمرهم ولم يعلموا المراد ، فاعتزل بعض الغرباء مع أهل حلب وبعض أهل حلب مع الغرباء ، فلما تميز الفريقان أخذوا الغرباء وساروا بهم إلى ناحية بابلّا فضربوا رقابهم ، وكان فيهم من أهل حلب جماعة من أقارب الملك الناصر رحمهالله ، ثم عدوا من بقي من أهل حلب وسلموا كل طائفة منهم إلى رجل من الأكابر ضمنوهم له ، ثم أذنوا لهم في العود إلى البلد وأحاطوا بها ولم يمكنوا أحدا من الخروج منها ولا من الدخول إليها أربعة أشهر ، فغلت الأسعار وبلغ رطل اللحم سبعة عشر درهما ورطل السمك ثلاثين درهما ورطل اللبن خمسة عشر درهما ورطل الشيرج سبعين درهما ورطل الأرز عشرين درهما ورطل حب الرمان ثلاثين درهما ورطل السكر خمسين درهما والحلوى كذلك ورطل العسل ثلاثين درهما ورطل الشراب ستين درهما والجدي الرضيع أربعين درهما والدجاجة خمسة دراهم والبيضة درهما ونصفا والبصلة نصف درهم والخسة نصف درهم وباقة البصل درهما والبطيخة أربعين درهما والتفاحة خمسة دراهم ، حتى أكلت الميتة من شدة الغلاء اه.
ذكر القبض على سنجر الحلبي الملقب بالملك المجاهد
قال أبو الفداء : وفي هذه السنة جهز الملك الظاهر بيبرس صاحب مصر عسكرا مع علاء الدين أيدكين البندقداري لقتال علم الدين سنجر الحلبي المستولي على دمشق ، فوصلوا إلى دمشق في ثالث عشر صفر واستولوا عليها وقبضوا على سنجر الحلبي وحمل إلى الديار المصرية ، فاعتقل ثم أطلق ، واستقرت دمشق في ملك الملك الظاهر بيبرس وأقيمت له الخطبة بها وبغيرها من الشام مثل حماة وحلب وحمص وغيرها واستقر أيدكين البندقدار الصالحي في دمشق لتدبير أمورها اه. باختصار.
نقل رأس يحيى عليهالسلام من القلعة إلى الجامع الأعظم
قدمنا في حوادث سنة ٤٣٥ خبر نقل رأس يحيى عليهالسلام من بعلبك إلى حلب وأنه دفن في مقام إبراهيم عليهالسلام الذي في القلعة في جرن من الرخام الأبيض.
قال في الدر المنتخب : ذكر الكمال بن العديم في تاريخه أن الملك العادل نور الدين ابن عماد الدين زنكي جدد عمارة المقام ، وفي سنة تسع وستمائة في أيام الملك الظاهر