قال ابن الخطيب : إن الملك الظاهر وقف عليها أوقافا لعمارتها وإصلاحها ولكن هذا الوقف لا يعرف اليوم. (قال) : وسيق الماء منها في زماننا إلى خارج باب المقام إلى القرب من المدرسة الجمالية وانقطع بعد الفتنة التيمورية أو قبلها بقليل. قلت : وقد أجريته أنا إلى تربة آشق تمر في سنة ثلاث وثلاثين وثمانمائة اه.
سنة ٦٠٩
قال أبو الفداء : في سنة ثمان وستمائة أرسل الملك الظاهر القاضي بهاء الدين بن شداد إلى الملك العادل فاستعطف خاطره وخطب ابنته ضيفة خاتون ابنة الملك العادل فزوجها من الملك الظاهر وزال ما كان بينهما من الإحن. وفي هذه السنة في المحرم عقد الملك الظاهر العقد وكان المهر خمسين ألف دينار ، وتوجهت من دمشق في المحرم إلى حلب فاحتفل الملك الظاهر لملتقاها وقدم لها أشياء كثيرة نفيسة.
سنة ٦١٠
ذكر بناء باب اليهود وتسميته باب النصر
قال في الزبد والضرب : وفي سنة عشر وستمائة أتم الملك الظاهر بناء باب اليهود بحلب ، وكان قد شرع في هدمه وحفر خندقه وتوسعته وبناه بناء حسنا وغيّره عن صورته التي كان عليها ، وبنى عليه برجين عظيمين وسماه باب النصر.
قلت : وقد ذكر ابن شداد أنه كان يعرف قديما بباب اليهود لأن اليهود تجاوره بدورهم ومنه يخرجون إلى مقابرهم.
وفيها في خامس عشر ذي الحجة ولد له الملك العزيز محمد من ابنة عمه الخاتون ضيفة خاتون ، فضربت البشائر وزينت حلب وعقدت القباب اه.
قال أبو الفداء : في هذه السنة في رمضان توفي بحلب فارس الدين ميمون القصري وهو آخر من بقي من كبراء الأمراء الصلاحية ، وهو منسوب إلى قصر الخلفاء بمصر كان قد أخذه السلطان صلاح الدين من هناك اه.