معا ، ثم استقدم منكلي بغا من حلب فقرره في النيابة ثم في الأتابكية وذلك في ربيع الأول سنة ٦٩ وولي نظر البيمارستان فلم يزل على حاله حتى مات في جمادى الأولى سنة ٧٧٤. وكان مهابا عاقلا عارفا يتكلم في عدة فنون.
(أقول) : وفي هامش النسخة المنقول منها هذه الترجمة ما نصه : حدثني القاضي محب الدين محمد بن الشحنة كاتب السر الشريف بمملكة مصر أن المذكور كان مجازا بالإفتاء والتدريس ، وذكر عنه فوائد منها أنه ذكر عنده (الولد سر أبيه) فقال للقائل : ما معنى ذلك؟ فقال : المعنى أنه يكون على طريقة أبيه ونحو هذا ، فقال : ما هكذا سمعنا من الأشياخ ، بل المعنى الولد ما يسره أبوه إن خيرا فخير وإن شرا فشر. ثم قال : ما إعراب إن خيرا فخير إلخ يا فقيه؟ فقال له : المخاطب مولانا ملك الأمراء أعلم ، وأما العبد فرجل من آحاد الشهود لا يعلم ذلك. وحدثنا أنه لما استعرض وظائف الجامع الكبير بحلب حسن له المباشرون أن ينقص معاليم أرباب الوظائف فأقر كل أحد على ما هو عليه وزاد معلومه من المدرسين وغيرهم ، ثم قال : بقي المباشرون ، فلما قرئت أسماؤهم ومقادير معاليمهم قال : كان إقطاعي يعمل في مصر أكثر من متحصل وقف الجامع وكان له مباشر واحد وفيه كفاية ثم منع المباشرين إلا واحدا.
وحدثني أنه لما بنى جامعه الذي بحلب منع أن يقف على العمال فيه أحد من جماعته يحثهم على العمل ، وكان إذا حضر وقت الصلاة حضر إليهم وأمرهم بالوضوء والصلاة في وقتها ، وربما قال إنه يصلي بهم إماما ، وكان إذا رأى فيهم شيخا أو ضعيفا أعطاه جميع أجره وأمره بالانصراف إلى عياله ليأكل معهم ويستريح عندهم فيذهب فإن شاء حضر وإن شاء لم يحضر رحمهالله.
سنة ٧٧٠
وفاة طنبغا الطويل وتولية حلب لأستنبغا الأبو بكري
ثم لقشتمر المنصوري ثم لسيف الدين أشقتمر
قال في روض المناظر : في هذه السنة توفي طنبغا الطويل نائب حلب قيل بسم دسّه إليه المصريون حين بلغهم أنه قصد المخامرة ، واستقر في نيابة حلب أستنبغا الأبو بكري ، ثم طلب إلى مصر واستقر عوضه بحلب قشتمر المنصوري. وفي آخر السنة خرج إلى العربان