كانت رواقا على طول الجامع. وقبليته صغيرة لها كوتان من جهة القبلة سدتا الآن لتعلية أرض الجادة ، كما أنه بسبب ذلك سد نصف باب الجامع الذي من جهة القبلة ، ويعلو هذا الباب منارة صغيرة مربعة الشكل يبلغ ارتفاعها أربعة أذرع. وليس في القبلية سوى شباكين من جهة الشمال ، ولو فتح لها شباكان آخران من جهتي الشرق والغرب لزال ما تجده هناك من العفونة. وعن يسار القبلية عرصة يزرع فيها بعض الخضر أيضا. وهناك أيضا بعض قبور. وللجامع من هذه الجهة أعني الجهة الغربية باب آخر وتقام فيه الآن الصلوات الجهرية لا غير.
وله من الأوقاف خان وخمس دكاكين في سوق البهرمية ودكان في محلة الجلّوم وتقرب وارداتها من خمسين ليرة عثمانية ذهبا.
وفي شهر رمضان وصل القاضي علاء الدين علي بن عثمان الزرعي المعروف بالقرع إلى حلب قاضي القضاة ، ولاه الطاغية الفخري بالبذل ، فاجتمع الناس وحملوا المصحف وتضرروا من ولاية مثله ، فرفعت يده عن الحكم فسافر أياما ثم عاد بكتب فما التفتوا إليها ، فسافر إلى مصر وحلب خالية عن قاض شافعي.
ذكر ولاية أيدغمش الناصري حلب
قال ابن الوردي : في ذي الحجة وصل أيدغمش الناصري إلى حلب نائبا بها في حشمة عظيمة وأحسن وعدل وخلع على كثير من الناس ، وأقام بحلب إلى صفر ، ثم نقل إلى دمشق وتأسف الحلبيون لانتقاله عنهم. قلت :
يعرف من تقبله أرضنا |
|
من لزم الأوسط من فعله |
لا تقبل المسرف في جوره |
|
كلا ولا المسرف في عدله |
سنة ٧٤٣
ذكر ولاية طقزتمر نيابة السلطنة بحلب
قال ابن الوردي : ونقل طقزتمر من حماة إلى حلب مكان أيدغمش ودخلها في عشرين صفر.