سنة ٧٢٧
ذكر عزل علاء الدين ألطنبغا
وتولية حلب لأرغون الدوادار
قال ابن كثير : في العشر من المحرم دخل مصر أرغون نائب مصر (قادما من الحجاز كما في روض المناظر) فمسك في حادي عشره وحبس أياما ثم أطلق ، وبعثه السلطان نائبا إلى حلب فاجتاز بدمشق في الثاني والعشرين من المحرم فبات بها ليلة ثم سافر إلى حلب ، وقد كان قبله بيوم قد سافر من دمشق الجاي الدوادار إلى مصر وفي صحبته نائب حلب علاء الدين معزولا عنها إلى حجوبة الحجاب بمصر. (ألطنبغا تولى حلب مرة ثانية سنة ٧٣١).
مرور الرحّالة أبي عبد الله محمد بن بطوطة بهذه البلاد في هذه السنة وذكره لنائب السلطنة بها ولقضاتها الأربعة
في هذه السنة مرّ الرحّالة ابن بطوطة بمدينة حلب ، قال في رحلته :
وبحلب ملك الأمراء أرغون الدوادار أكبر أمراء الملك الناصر وهو من الفقهاء موصوف بالعدل لكنه بخيل ، والقضاة بحلب أربعة للمذاهب الأربعة ، فمنهم القاضي كمال الدين بن الزملكاني شافعي المذهب عالي الهمة كبير القدر كريم النفس حسن الأخلاق متفنن بالعلوم ، وكان الملك الناصر قد بعث إليه ليوليه قضاة القضاة بحضرة ملكه فلم يقض له ذلك وتوفي ببلبيس وهو متوجّه إليها ، ومن قضاة حلب قاضي قضاة الحنفية الإمام المدرس ناصر الدين بن العديم ، حسن الصورة والسيرة أصيل مدينة حلب.
تراه إذا ما جئته متهللا |
|
كأنك تعطيه الذي أنت سائله |
ومنهم قاضي قضاة المالكية لا أذكره ، كان من الموثقين بمصر وأخذ الخطة عن غير استحقاق ، ومنهم قاضي قضاة الحنابلة لا أذكر اسمه ، وهو من أهل صالحية دمشق ، ونقيب الأشراف بحلب بدر الدين بن الزهرة. ومن فقهائها شرف الدين بن العجمي وأقاربه كبراء مدينة حلب.