وستمائة بحلب ودفن بمدرسة الحنفية خارج باب الأربعين ، وكان خادما أرمني الجنس أبيض حسن السيرة محمود الطريقة ، وحضرت الصلاة عليه ودفنه رحمهالله تعالى.
آثاره بحلب
المدرسة الأتابكية :
قال في الدر المنتخب : (المدرسة الأتابكية) أنشأها شهاب الدين طغريل عتيق الملك الظاهر غياث الدين غازي نائب السلطنة بالقلعة الحلبية ومدبر الدولة بعد وفاة معتقه ، انتهت عمارتها في سنة ثمان عشرة وستمائة ، وأول من درس بها الشيخ الإمام العالم جمال الدين خليفة بن سليمان بن خليفة القرشي الحوارني الأصل ، ولم يزل بها إلى أن خرج من حلب فرارا من أيدي التتر أسوة من خرج من أهل بلده مع من كتب عليه الجلاء من أهل حلب ، وأحرقت في زمن التتر وهي داثرة الآن.
(قلت) : رممت بعد ذلك وكملت عمارتها واستقر في تدريسها العلامة شهاب الدين أحمد بن البرهان وكان مجتهدا في مذهب أبي حنيفة ، ولم تزل بيده إلى أن نزل عنها لجدي العلامة كمال الدين أبي الفضل محمد بن الشحنة ، وهي الآن باسم ولديّ المشار إليهما (هما أبو اليمن وعبد البر) ولكن ليس لها وقف إلا حصة كمنون ومتحصلها يسير جدا لا يقوم بمعلوم القائم والإمام ، وهي ملاصقة لدارنا من جهة القبلة.
قال أبو اليمن البتروني في حواشي الدر المنتخب : هذه المدرسة لا تكاد تذكر الآن أعني في سنة خمس وثلاثين وألف ، ولكن أخبرني بعض الناس أنها المدرسة الداثرة التي لدثورها رمها بعض الفقراء وجعلها مسكنا الكائنة بالقرب من الجامع الحادث المعروف بالعادلية بالجانب الشرقي منه قبلي الخان الموقوف على الجامع المذكور ، وبين الخان المذكور وبينها زقاق ، كما أن بينها وبين الجامع المذكور زقاق ، والآن قد صارت مسكنا يسكنها بعض الناس ، وقد سد بابها وجعل له باب آخر يدخل منه إليها ، ودور ذرية المصنف (أي بني الشحنة) قريبة إليها ، إلا أن الدور المذكورة في الجانب الشرقي من الزقاق الذي بينها وبين المدرسة وهي الآن بيد ولد أخي وهو مولانا القاضي عبد الرحمن بن شيخ الإسلام أبي الجود أفندي تولاها بعد أن عزل عن قضاء حماة ، والذي أدركناه من قرية كمنون أنها جميعها وقف المدرسة ولها محصول وافر اه.