عماد الدين أحمد بن يوسف الدين علي بن أحمد المشطوب (١) ، وفيها أرسل قراقوش نائب عبد الملك بن محمد بن عبد الملك بن المقدم بفامية إلى الملك الظاهر يبذل له تسليم فامية بشرط أن يعطي شمس الدين عبد الملك بن المقدم إقطاعا يرضاه ، فأقطعه الملك الظاهر الراوندان وكفر طاب ومفردة المعرة وهو عشرون ضيعة معينة من بلاد المعرة وتسلم فامية ، ثم إن عبد الملك عصى بالراوندان فسار إليه الظاهر واستنزله منها وأبعده فلحق عبد الملك بالملك العادل فأحسن إليه.
وفيها سار الملك العادل من دمشق ووصل إلى حماة ونزل على تل صفرون ، وقام الملك المنصور صاحب حماة بجميع وظائفه وكلفه ، وبلغ الظاهر صاحب حلب وصول عمه الملك العادل إلى حماة بنية قصده ومحاصرته حلب ، فاستعد للحصار بحلب وراسل عمه ولاطفه وأهدى إليه ووقعت بينهما مراسلات ووقع الصلح وانتزعت منه مفردة المعرة واستقرت للملك المنصور صاحب حماة ، وأخذت من الملك الظاهر أيضا قلعة نجم وسلمت إلى الملك الأفضل ، وكان له سروج وسميساط ، وسلم الملك العادل حران وما معها لولده الملك الأشرف مظفر الدين موسى وسيره إلى الشرق ، وكان بميافارقين الملك الأوحد ابن الملك العادل وبقلعة جعبر الملك الحافظ نور الدين أرسلان شاه ابن الملك العادل. ولما استقر الصلح بين الملك العادل والظاهر رجع الملك العادل إلى دمشق وأقام بها وقد انتظمت الممالك الشامية والشرقية والديار المصرية كلها في سلك ملكه ، وخطب له على منابرها وضربت السكة فيها باسمه اه.
سنة ٥٩٩
ذكر أخذ الظاهر قلعة نجم من أخيه الأفضل
قال ابن الأثير : في هذه السنة أخذ الظاهر غازي قلعة نجم من أخيه الأفضل ، وكانت في جملة ما أخذ من العادل لما صالحه سنة سبع وتسعين ، فلما كان هذه السنة أخذ العادل من الأفضل سروج وجملين ورأس العين وبقي بيده سميساط وقلعة نجم ، فأرسل إليه
__________________
(١) قال ابن الوردي في تتمة المختصر : وكان ذلك بواسطة وزيره بمنبج البرهان ابن أبي شيبة وعمل موضع القلعة مارستانا وحمامين متلاصقتين وخان سبيل فقال أهل منبج عنه : هتك الحريم وصان الحمير اه.